الوحدة: 11- 8- 2022
تتعدد الفروق بين طبيعة الناس، وطريقة تعاملهم مع ما يحيط بهم … من حيث الأناقة، والنظافة والترتيب.. أو من حيث الفوضوية والإهمال والسلبية.. ، ولذلك هناك أكثر من رسالة يمكن أن تصلنا عن الآخرين، بدون أن نسمع كلامهم. ولربما تكون تلك الأفعال اليومية أو الرسائل السلوكية أصدق وأهم مما يقولونه عن أنفسهم… لكن، من المؤسف أن تُمارس سلوكياتهم التي تثير الاستغراب بهذه الطريقة العلنية، وعلى الملأ في عرض الشارع!! فنرى أحياناً البعض، رجالاً ونساء ، بكامل رشدهم، يحملون كيس القمامة، ويرمونه في الحاوية من بعيد (كلاعب كرة السلة) !! مرة يصيب الهدف فيقع في الحاوية، وأحياناً يخيب فيقع قريباً منها، وفي كلا الحالتين ينفجر هذا الكيس بمحتوياته وروائحه تاركاً مخلفاته لتنتشر في أرجاء المكان… ولسنا ندري كم من إشارات التعجب يجب أن نضع أمام تلك الطريقة التي يتعامل بها الناس مع نفاياتهم حين تكون خارج البيت؟! ومتى علينا أن نستعمل إشارات الاستفهام؟! فمهما كان بعد الحاوية عن بيوتنا فهي في المحيط القريب منها (الشارع، الحارة، الحي، المنطقة… )، وبالتالي فإن نثر محتويات كيس القمامة بهذه الطريقة، داخل الحاوية، أو في محيطها، سيستقدم الحشرات على اختلاف أنواعها، والقوارض أيضاً، وسيصبح المحيط المكاني مجالاً حيوياً لحركة تلك الحشرات، والقوارض و ما يتبع ذلك من الأوبئة والأمراض.
هذا من حيث المبدأ العام، أي أننا نساهم من خلال تصرفاتنا تلك باستدراج الحشرات والقوارض إلى قلب أحياء المدينة!! ومع غياب المكافحة بالمبيدات، سيستفحل أمرها، ونخرج من معادلة (درهم وقاية)، لنقع في مشكلة (قنطار علاج).
هذا فيما يتعلق بالناس، أما الجهات الرسمية التي يقع على عاتقها تحديد عدد الحاويات، ونوعها، ومكانها، وطريقة تفريغها، وما يترتب على ذلك، فيقتضي الحديث عن دورها ومسؤوليتها طرح أسئلة أخرى. إذ أن بند نظافة المدينة، ومراقبة تلك الحاويات، والطرق التي تستعملها الغالبية من الناس في التعامل معها، على ما يبدو أنه لم يدرس بعد!! فهل يتسع المجال لكي نسأل : ماذا ينتظرون؟ ولماذا يترك الحبل على الغارب كل هذا الوقت؟ أم أن موسم السياحة يقتضي أن نقدم تلك الصورة المنفرة لمدينتنا؟
هناك مشكلة، وعلاجها ممكن، من خلال التخطيط المدروس والعمل الجاد ، والقوانين الناظمة له..
ويبقى كل ما تم طرحه هنا مجرد ملاحظات موضوعية يمكن اعتبارها كصرخة استغاثة قبل فوات الأوان، فالوقائع التي نتحدث عنها موجودة على مرمى النظر، والأوبئة والأمراض التي تنتج عن ذلك تترك آثارها السلبية على الجميع… فهل تتضافر الجهود الأهلية والرسمية لنعيد لللاذقية وجهها المشرق والبهي.
ريم ديب