رقــم العــدد 9326
3 نيســــان 2019
لا تأخذ النار طريقها إلى قطع الحطب الكبيرة ما لم تتضمن بعض العيدان الصغيرة والتي نسمّيها بالعامية (وقدة أو تشعيلة) وهذا إن دلّ على شيء فإنه يؤكد أن أي دور مهما كان صغيراً من حيث الشكل فإنه من حيث المضمون مؤثّر ومكمّل، وعليه لا يجوز أن ننظر إلى أدوارنا على أنّها هامشية أو غير ذات أهمية، وبذات الوقت لا يصحّ أن ينظر إليها أحد على أنّها كذلك، تماماً كأي فريق فنيّ أو طبّي أو . . . إذ لا يكتمل دور الطبيب الجرّاح دون تلاقي أدوار المخدّر والمساعد وصولاً إلى المستخدم، وإذا ما اقتنعنا بهذه الحقائق فيحقّ لنا أن نتحدث عن عمل إيجابي وإلا ستبقى الأدوار تعطّل بعضها البعض إن اعتقد كلّ منّا أنه هو الأهمّ وأنّه صانع كلّ شيء.
ووفق هذه القناعات فإنّ تحفيز عمل الجميع أمرٌ ضروري، والتنسيق بين الجميع ضمانة نجاح أي عمل، فما قيمة الدراسة الهندسية لمشروع ما إن لم تقترن بوجود قوة تنفيذية صحيحة، وما قيمة الرغبة وإن كانت صادقة ما لم تتوفر لها الآلية والآليات والاعتمادات المالية وصولاً إلى سائق الرافعة وإلى ناطور المشروع..
ما نلاحظه، ونتمنى ألا يستمر، هو أن العمل برمّته يُنسب إلى مدير فيتلقى الأوسمة والمديح إن نجح، وفي حال التقصير أو الفشل تُلقى المسؤولية على عاتق العمّال ويمكن أن تُتخذ بحقّهم إجراءات معينة!
أمامنا رحلة طويلة من العمل والبناء وتجديد واقع شركاتنا الإنشائية والخدمية والاقتصادية، وحتى تأتي النتائج بالشكل الذي نرجوه علينا أن نتصالح مع أنفسنا ونقدّر كلّ جهد، فننجح معاً أو.. ننجح معاً.
غانم محمد
ghanem68m@gmail.com