الوحدة : 5-8-2022
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان (اكتساب اللغات في حياة الإنسان العربي بين اللغة الأم واللغة الثانية)، ألقتها الدكتورة ناريمان عبد القادر يوسف قالت فيها: محاضرتنا اليوم عن اكتساب اللغة ما بين اللغة الأولى وتعلم اللغة الثانية، وكيف بإمكان الطفل أن يكتسب أكثر من لغة وأكثر من مستوى لغوي، واقترحنا بعض الحلول فيما لو حدث أي خطأ لغوي أثناء عملية الاكتساب والتعلم اللغوي، وأيضاً تحدثت عن الواقع بين الاكتساب والتعليم، حيث تناولت واقع الطفل السوري في سورية ومدى اقتراب اللهجة السورية من المستوى الفصيح، فاللهجة بنت اللغة وهذا يعني أن اكتساب اللغة الفصحى قريب وسهل على الطفل السوري، كما ذكرت تجربتي في رسالة الدكتوراه في تخصص لسانيات تطبيقية في بلد عربي شقيق وهو الكويت، عندما
قمت بدراسة لتعلم اللغة الثانية عند مجموعة من التلاميذ في المدارس الخاصة التي تحرص على تعليم اللغة الثانية، ووجد البحث أن الطفل يبتعد عن اللغة الفصحى في هذه المرحلة بسبب تعلمه واكتسابه اللغة الأجنبية قبل استكمال النظام اللغوي العربي في مستواه الفصيح، كما أن الطفل في ذات البلد كان بعيداً عن اللغة الفصحى مرتين، لأنه يمتلك لهجة يتخاطب فيها بالحياة اليومية ويمتلك لغة أجنبية تمتلك ملكته اللغوية، لذلك عندما قررنا أن نعلمه اللغة العربية بمستواها الفصيح وجد نفسه بعيداً عنها مرتين. انتقلت بعدها للحلول المقترحة للواقع اللغوي المزدوج والثنائي للطفل العربي عامة، ما يسمى بالانغماس اللغوي أي تهيئة محيط اجتماعي ينخرط فيه الطفل أو الإنسان بشكل عام، حيث يبدأ باستماع العبارات ثم يستوعبها بعد ذلك تبدأ مرحلة الإنتاج، فإذا أوجدنا له بيئة لغوية فصيحة سيكون قادراً على الدخول في نظام اللغة الفصيحة والمستوى الفصيح، ثم سيبدأ بفهم هذا النظام وتحليله من خلال القدرة التي وهبنها إياها الله، ثم يبدأ بإنتاج هذه الجمل بطلاقة، لذلك إذا أردنا لغة فصيحة يجب أن نهيىء له مجتمعاً فصيحاً، أيضاً من الحلول المقترحة وضع برنامج علاجي بعد تحليل الأخطاء لتقديم وصف علمي دقيق، فنبدأ بتحديد عينة البحث المدة الزمنية، ثم ندرس هذه الحالة و بعدها ندرس الأخطاء التي وقعت أثناء تعلم اللغة العربية وإنتاجها نحددها ونرصدها نحللها إلى أسبابها، ثم نبدأ بوضع العلاج المناسب من خلال الحقول الدلالية بتعليم الطفل الكلمات المتشابهة من باب الترادف أو التضاد أو المشترك اللفظي بطريقة سهلة وعملية يستطيع من خلال استحضار المفردات التي يريدها أثناء التكلم، أخيراً: من الضروري أن يستكمل الطفل العربي نظامه اللغوي في مستواه الفصيح، وهذا لا يعني أن ننفي التكلم باللغة العامية لأن العاميات أو اللهجات بنت اللغات.
رنا ياسين غانم