جاء جدول مباريات مرحلة الذهاب للدوري الممتاز هذا الموسم (قد يختلف جدول الإياب عن الذهاب وقد يكون موجهاً حسب تصريحات رئيس الاتحاد)، صعباً على تشرين الذي سيلاقي الفرق القوية صاحبة التاريخ والبطولات في كرتنا على التوالي ،وجميعها مباريات من العيار الثقيل، التعادل يعد فيها خسارة لأي منها ومن يدخل الدوري بشكل جيد فنياً وبدنياً ومعنوياً ستكون كلمته هي الأقوى بلا شك. يبدأ البحارة مسلسل المنافسة للحفاظ على لقبهم الذي أحرزوه في المواسم الثلاثة السابقة بلقاء الفتوة في دمشق، والفتوة هذا الموسم يبدو أنه سيكون بشكل آخر عن المواسم السابقة ،حيث استقطب خيرة لاعبي الأندية كونه يعيش في بحبوحة مادية نتيجة الدعم الذي يتلقاه من رئيس النادي وغيره ،وهو يطمح للفوز باللقب رغم أنه يلعب خارج دياره واختار دمشق مكاناً للمباريات المحسوبة على أرضه. بعد الفتوة يعود البحارة ليواجهوا الحيتان في اللاذقية في مباراة الديربي الشهيرة وإن أرادوا المنافسة عليهم أن ينسوا فوزهم عليهم في دورة الوفاء والولاء الأخيرة بثلاثية نظيفة لأن الفريقين كانا في فترة استعداد ومباريات الدوري بينهما لها طابع خاص ومذاق فريد ولا مكان لأي فروقات فيها. وتزداد صعوبة مباريات البحارة كلما جاءت مرحلة من مراحل الدوري حيث يشدّون الرحال إلى دمشق في الأسبوع الثالث لملاقاة الزعيم الجيش الذي لن يقبل إلا أن يكون منافساً وربما بطلاً لأن الظروف هذا الموسم مواتية له، ومباراته مع تشرين أصبحت بطولة بحد ذاتها ومن هنا ندرك مدى صعوبتها.
في الأسبوعين الرابع والخامس يلعب تشرين مع الكرامة في اللاذقية والطليعة في حماه وإن بدت المباراتان أقل وطأة من المباريات السابقة إلا أن الحذر يجب أن يكون حاضراً ،فأي نقطة تضيع لها ثمنها سيما وأن المباراة التالية هي مع الوحدة وإن كانت في جحيم الباسل فهي متعة ونكهة ولا مكان للمجاملات التي شاهدناها أخيراً بين رئيسي الناديين ، فأرض الملعب هي من ستحدد الفائز. ينتظر الوثبة تشرين بفارغ الصبر في الأسبوع السابع بحمص ليفوز عليه إن استطاع بعدما نافسه طويلاً في الموسم الماضي ، والمواسم السابقة ، وقد تكون هذه المباراة هي الأهم في الدوري. وفي مباراة الديربي الثانية بين البحارة والنوارس في الأسبوع الثامن ينطبق عليها كل ما قيل عن الديربي الأول مع الحيتان فلا مكان للمجاملات أو لحسن الجوار، ولا وجود لأي فوارق وفي أرض الملعب يتساوى الجميع والأهدأ والأذكى هو الفائز. في الأسابيع الثلاثة الأخيرة في هذه المرحلة يستضيف البحارة المجد والأهلي في اللاذقية وما بينهما يلعب مع الجزيرة في دمشق ،وهي مباريات قد تكون نقاطها مضمونة إن أحسنوا الإبحار وعرفوا استغلال الرياح لصالحهم. * وذهاب قاسٍ لحطين قد تكون مباريات هذه المرحلة قاسية لحطين إن كان قد استعد بشكل جيد واستفاد من دروس وعبر المواسم السابقة،وإن لم يفعل فإن دقات القلوب ستزداد خفقاناً مع كل مباراة. وقد تكون المباراتان الأولى والثانية للحيتان مع النوارس والبحارة في اللاذقية سلاحاً ذا حدين. فإن خرج بنتيجتين مرضيتين ارتاح من الضغط ، ودخل باقي المباريات بوضع نفسي أفضل وإن لم يحدث فقد يدخل في حسابات مبكرة تربكه وتربك جمهوره ،سيما وأن المباراة الثالثة مع الوثبة في أرضه والرابعة مع الفتوة في دمشق ،وهما لاتقلان صعوبة عن مباراتي الديربي قبل أن يعود، ليجد متنفساً، لديه في مباراة أسهل من كل سابقاتها مع الجزيرة في ملعبه ثم يتوجه إلى حمص للقاء الكرامة وقد اعتاد اصطياده حتى وهو في أسوأ أحواله،وقد تدفعه نتيجتها لإكرام المجد في المباراة التالية في اللاذقية وعليه ألا يفرط بأي نقطة فيها. لأن الجيش سيكون في الانتظار في الجولة الثامنة فإن نفد منها لن تكون مباراة الأهلي بعسيرة عليه، فيما ستكون المباراة ماقبل الأخيرة له أمام الوحدة بدمشق صعبة للغاية إن كان الوحدة في الفورمة ولم ترهقه المشاكل الإدارية التي اعتادها مؤخراً.أما المباراة الأخيرة أمام الطليعة في حماة، فلن تكون بقوة سابقتها إن أجاد الحيتان السباحة في العاصي. طبعاً كل ماذكرناه هو مبنيٌّ على نتائج الموسم الماضي، واستعدادات الفرق وقد نجد فريقاً يتغلب على كل ظروفه ويكون الحصان الأسود في الدوري،وقد نجد من كان يطمح للمنافسة يتقهقر لظرف معين.
محسن عمران