الوحدة:17-7-2022
وأخيراً، دفعني فضولي لزيارة حي الأثرياء الجديد، والذي يضمّ الحلاقين وأصحاب المهن وفنيي الصيانة، ويضم أيضاً فئة من الموظفين الذين سمحت لهم علاقاتهم الوظيفية بالترف السكني. في بداية مشواري، استقبلتني قرقعة (النارجيلة) من إحدى الشرفات، وعرفت صاحبها، فآثرت الابتعاد خشية اتهامي بمتسول دعوات، لكنّ صراخاً مجلجلاً في الهواء، وهو ينطق باسمي أوقفني ثم راح يقول: أستاذي القديم أنت تقف بجوار سيارتي، ولأنك على عجلة من أمرك أو هكذا يبدو لي، تعال لزيارتي في مرة قادمة كأنه يقول: انظر لحالي، فكم من فشل قاد إلى النجاح بالصدفة؟! أكملت طريقي لأنبهر بمنزل ملون بالثراء، وتعود ملكيته لمالك متاجر الوجبات المتوسطة السرعة، وزيت القلي فيها هو كل شيء تقريباً! في منتصف جولتي لمحت زميلاً سبقني في تقاعده، وقد شغلته أرغفة الخبز بين يديه وحين تأكد من وجودي، بادرني بابتسامة تشكيلية مرسومة بالخط الوحشي، وقد بدا مغلوباً أمام احتياجاته. عدت لمنزلي وصدى صوت ذلك الذي ناداني من أمام منزله ليسمح لي بنبش كيس قمامته قبيل إلقائه. ربّما لمظهري الذي يوحي بكل ما هو عتيق، ليختلط فيّ الحَمَامُ والحُمَامُ والحِمَام؟! فالحَمَامُ طائرٌ، والحُمَامُ شدّة الإباء، والحِمَامُ موتٌ وقضاء .
سمير عوض