الوحدة:17-7-2022
تصريحاً لا تلميحاً، تشي أزمة النقل بأن السياحة الداخلية باتت خارج قائمة مفردات المواطن، وليس السياحة فقط وإنما حتى المشوار العادي “شمة هوا” أو زيارة الأعياد وحتى التعازي باتت من الصعوبة بمكان، والمعاناة ليست مقتصرة على من لا يملكون سيارات خاصة وإنما تطال الجميع وكل له معاناته.
مربية متقاعدة تقول : هل يعقل أنه لا يوجد سرفيس على خط كسب و في حال وجود أحدهم من خارج الخط تكون أجرة الراكب الواحد ٨٠٠٠ ليرة سورية وعدد الركاب ١٧ راكباً ؟
قاطعتها أم كريم قائلة : كذلك حال سرافيس صلنفة والحفة والبهلولية وكافة القرى وحتى سرافيس المدينة.
ودخل على الخط سعيد الشيخ موضحاً : أنه وبسبب حالة صحية اضطر لطلب سيارة أو ما يعرف بطلب خاص من كسب إلى اللاذقية وبلغت أجرته ٢٠٠ ألف ليرة سورية، وجميع الكراجات الازدحام فيها على أوجه، وفي المدينة كافة الخطوط تشهد اختناقات لا سابق لها فقد سجلت أجرة الطلب في عيد الأضحى إلى حي الرمل الجنوبي ثمانية آلاف ليرة سورية والسبب تهرب معظم السرافيس من العمل على خطوطهم وبيع مخصصاتهم من المازوت، وعند سؤال أحدهم برر ذلك بعدم توفر المازوت الأمر الذي رفع سعره في السوق السوداء، وهكذا يجد صاحب السرفيس نفسه أمام خيارين إما بيع مخصصاته وتحقيق ربح جيد دون مجهود أو العمل على الخط بخسارة أو ربح بسيط في ظل ارتفاع أسعار قطع الغيار والدواليب وزيت المحرك وغيرها، ناهيك عن تهالك الآلية، ويبقى السؤال أين هو المراقب الذي تم تعيينه على معظم الخطوط، وماذا تغير في معادلة النقل بوجوده المزعوم، ثم أين هي باصات النقل الداخلي التي تم الحديث عنها كرافد وداعم لبعض الخطوط لتخفيف الاختناقات سواء على المناطق السياحية أو خطوط المدينة ذات الكثافة العالية؟
هلال لالا