الوحدة : 15-7-2022
ميلي على ميالك.. سيري فعين الله ترعاك .. لا تُسرع يا بابا نحن بانتظارك .. ومقولات أخرى رنّانة زيّنت زجاجها الخلفي، عادت صاحبة هذه العبارات الغزلية فجأة، تختال بين الشوارع لتدبّ الرعب بقريناتها من العربات، مطلقة التحذيرات لخطورة الاقتراب من بدنها القاسي. فبعد غياب طويل قارب العشرين عاماً، بحجج التقادم والتلوث الناتج عن عوادم تلك الآليات الكبيرة، عادت هذه
المدرعات لتظهر من جديد بين الشوارع وساحات الكراجات الواسعة، عادت أصوات أهازيجها الهادرة تدقّ أوصال المدينة مُعلنة عودة المنتصر، علّها تساعد بإنقاذ بعض التدهور الحاصل على وسائل النقل والتنقّل بين القرى والمدينة، حيث باتت المركبات الصغيرة (السرافيس) شبه عاجزة عن تلبية متطلبات هذه المرحلة من الازدحام على كافة الخطوط وفي جميع الأوقات، فأصبح هناك تقطّع بالسبل في العودة إلى القرى ابتداءً من ساعات بعد الظهر، فهل تكون عودة هذه الباصات المجبولة بالحديد القوي هي المُنقذ، وهل أصبح التعامل معها واعتبارها مركبة نقل نظامية أمراً واقعاً، تُعامَل معاملة السرافيس الأخرى، تحديداً بمخصّصاتها من الوقود (فرق المحرّك) والالتزام بخطوط محدّدة وفق ما تمليه إدارة المرور ومديرية النقل في المحافظة؟ المهم التوقّف هنا وعدم العودة إلى الوراء كثيراً .. بما يخصّ النقل.
سليمان حسين