عمّال النظافة .. وفاتورة أعمالهم القاسية

الوحدة 12-7-2022
كثير من الانتقادات والشكاوى تطال تقصير معيّن أو تأخّر قسري يطال بشكل أو بآخر قطاع النظافة والعاملين بهذا المجال،وهم غير آبهين بطبيعة ومتاهة العمل ضمن تلك المؤسسة الحيوية ومجالاتها وتفرّعاتها الواسعة، وتلك الإمكانيات المحدودة التي تتمتّع بها هذه الدائرة الخدمية العاملة بأقصى طاقتها رغم الضائقة الكبيرة التي تنال من بنيانها وآلياتها المتهالكة منذ سنين، ومن خلال الدخول في بعض التفاصيل اليومية لعمّال النظافة وتحديداً ممن يقومون بنقل وتحميل قمامة ما فعلت أيادينا، نغرق بأحلام نوم صباحي ومسائي ونتابع بتمعّن ما تفعله ألواح الهواتف وبرامج الفيسبوك وشبكات التواصل الأخرى، ونحن كمنبر إعلام وطني مُلزمون بنقل صورة حقيقية عن نبض الشارع، والتطورات التي تتحكّم بجودة الحياة، وأهمها واقع النظافة،

فعبر هذا المفصل تكثر روائح التخمّرات والبكتيريا بكافة أنواعها الناتجة عن فضلات ومقتنيات المنازل من خضراوت وأطعمة يكفيها من الوقت القليل في ظل حرارة الصيف لتصبح عبارة عن مصدر جيد لنمو الروائح والعفن، ومعظم هذه الفضلات ناتجة عن شبه انعدام للطاقة الكهربائية وعمليات التبريد والحفظ المنزلي، حيث تسلك طريقها إلى الحاويات لتتشكّل هناك عمليات التخمّر وروائح أشبه بروائح الجيف، وهذا كله سيعمد وبدون استئذان للغوص بكامل أحشاء عامل النظافة الذي يتعامل مع هذا الواقع المرير، وكما نحن ننقل صورة ورغبة المواطن ومطالباته بإزالة فوضى القمامة وعشوائياتها، كذلك لِزام علينا أن ننقل معاناة هؤلاء العمّال اليومية، فنحن كذلك مرآتهم نقدّر قيمة جَلَدهم، ونعرف حقّ المعرفة تشعّبات ومجريات صعوبة فاتورة إبعاد شبح التلوث وتفشّي الأمراض ونعلم أيضاً أنّ ملعبهم هو خصمهم رقعته واسعة ونقاطه كثيرة بحاجة إلى كتائب كثيرة من العمّال والآليات، ففي سلال منازلنا حبّة بطاطا معطوبة قادرة على تغيير نمط حياتنا إذا أصابتها العفونة، فلله درهم، صبرهم وتحمّلهم تخطّى كل الحدود، وليعلم الجمهور والمتابعون أن لهؤلاء العمّال أوضاعهم القاسية نالوا نصيبهم من مفارقات الوضع المعيشي وتداعياته، كذلك هم أصحاب منازل وعائلات ولديهم طقوسهم العائلية المشتركة وانخراطهم بتفاصيل الحياة الأُسرية المجتمعية، فكل القبعات تُرفع لهم ولأعمالهم النظيفة وصبرهم الّلا محدود.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار