الوحدة: 10-7-2022
على ما يبدو أن أيام العزّ والفرح العام قد غَربت تماماً، وتحديداً العزّ الذي كان يتمتع به راتب العامل في دوائر الدولة، مع العلم أن الراتب المقابل في (الشركات الخاصّة) يضاعفه ويتمتّع بنفس الميزات الإدارية إن لم نقل أفضل، لكن المثير الآن أن صاحب هذا الراتب منذ عقدين تقريباً كان يتحمّل كافة الأعباء العائلية، سواء بشراء كسوة العيد أو الإقدام بأريحية خالصة لصنع عدّة أنواع من الحلويات يتخلّلها كميات جيدة من ( الجوز) وهذا يقع في خانة أنه مُبرك، وبعيداً عن الأسعار المقبولة للسلع التي كانت رائجة في تلك الأثناء، حيث كان على سبيل المثال سعر أفخم أنواع الأحذية الرجّالية لا يتعدّى ال ٧٠٠ ل.س والمتواضع المقبول ب ٣٠٠ ل.س، علماً أن متوسط الرواتب بتلك الفترة لا يتعدّى ٧٠٠٠ ل.س، أمّا الآن فهناك تقارب غير منطقي بين السلعة والراتب الكهل، وهي هوّة انحدار قيمة الراتب، وأصبح هناك سباق محموم بين كافة السلع، وبعض المعروضات على واجهات المحال التجارية تُظهر النتائج بشيء من القسوة، ليقفز سعر الحذاء (تفصيل) ذي الجودة العالية لحدود المائة ألف، وهو بذات الجودة التي كانت موجودة في ذلك الزمان الغارب إن لم تكن أسوأ، وهذا ما يتقاضاه العامل هذه الأيام، كما أنّ ذلك ينطبق تقريباً على بنطال (الجينز) الرجالي، وبقيمة أدنى قليلاً للبنطال النسائي، والحديث يطول عن أسعار الحلويات الجميلة التي تتمتّع بأرقام أجمل على واجهات محال الحلوى (العربية)، لذلك نرى أنّ صرف المائة ألف سهلة وسريعة جداً ولا تحتاج لتفكير، لكن طريقة الحصول عليها مضنية وبحاجة لعناء كبير على مدار الشهر، وهنا تكمن الهوة وفلتان الأسعار بدون أية تطورات على قيمة ليرة الراتب، لذلك بدأت تظهر علامات حقيقية تتبنّى فكرة إلغاء طقوس الاحتفالات بأنواعها، وأصبحت تنضج أفكاراً قاهرة وتمنّي عام بعدم قدوم الأعياد، بسبب ضغوط الحياة وعدم القدرة على مواجهات محسومة النتائج سلفاً، لنبقى نعيش على ذكرى تدقّ في عالم النسيان.
سليمان حسين