بكســـــــا بأهلهـــــــا وأكبادهــــــا على مســــرح مديريــــة الثقافـــة باللاذقـــــية

العدد: 9324

1-4-2019

 

(بكسا) بكل من عمرت واعتمرت، بأولادها ورجالها ونسائها والأصدقاء حضروا وتزاحموا من الباب للمحراب وعلى مقاعد مسرح مديرية الثقافة باللاذقية، لأجل احتفاليتهم السنوية الثالثة بصالون بكسا الأدبي الثقافي (أهلية بمحلية) غير مدعومة بمسؤول، بل شعراء وأدباء وفنانين، كبار وصغار ممن شربوا ماء القرية ونبيذها، فسردوا قصصهم ونشروا صورهم، أنشدوا وغنوا ورقصوا وأشعروا وأشعلوا الصالة ابتهاجاً وفرح نصر ونجاحاً.
من راقصات اللوحة الريفية والحصاد (رهف حسون، حنين غدير، حلا لايقة ودلع لايقة) أشرن إلى أن الرقص متعة ورياضة ويشعرن بأنهن على المسرح وفضائه فراشات يحلقن بالجو ويجبن البلاد، حيث اللباس مريح وبألوان الربيع (بلوزة طويلة وسروال مع قمطة شعر) وليس بفستان شيفون شفاف كأجنحة الفراش، لكنه جميل مقصب ولميع يشبه لباس الجدات على البيادر والأفراح، كما أبحن عن سعادتهن وخاصة أن الأهل رافقوهن ويصورهن ليشهدوا ويوثقوا نجاحهن الذي يضاف لدراستهن وبأنهن أصبحن قادرات على تحمل المسؤوليات، وهنا وجهن تحية لمدربتهن على الرقص التي أبدت لهن كل اهتمام.

المدربة عبير حسن: لدينا في مدارسنا مواهب تستحق منا الاهتمام، وخلال 20 سنة اكتنزت الكثير من المعرفة والخبرة لأنتقي أفضل الطلاب، والذين يرغبون للأمر ولديهم توافق عضلي وعصبي وبنفس التيب والحجم،أدربهم وأكسبهم الكاريزما والثقة بالنفس لأوقظ فيهم مكامن الإبداع، لدي اليوم 21طالباً وطالبة من الصفوف (الرابع إلى السابع) تدربوا لشهرين ليكون لنا عمل مسرحي (نواطير الشمس) العام الماضي واليوم أغلبهم لدينا لنقدم فقرتين راقصتين: الأولى ريفية عن الحصاد والثانية تراثية دلعونا وهوارة، وأكيد الملابس كانت من وحي تلك الأجواء وتراث الأجداد المناسبة للعمل.
نحن فريق عمل متعاون وتشاركي كل منا يكمل الآخر، حيث يتواجد معنا في العمل الأستاذ حيان سلطان (صوت) ولا يمكن تجاهل دور مديرة المدرسة في بكسا التي فتحت أبوابها لأجل التدريب وتسهيل أموره وغيرهم من الأهل فكل الشكر لهم جميعاً.
جاءت بداية الاحتفالية على افتتاح معرض تشكيلي شمل لوحات عديدة بأحجام (طول بعرض) صغيرة، وتنوعت المقاييس والتضاريس وأصناف القماش والورق والألوان، إلا أن تغلبت عليها عذابات إنسان هذا اليوم وإرهاصات نفسه الملومة المحسورة، كما في أشخاص الفنان نضال الطويل (الصعود إلى القمة دون حسابه لخط الرجعة، لا تدع أحداً يعتلي ظهرك فتصبح بصورة راكع…)
الفنانة ناديا الحلواني: ثلاث لوحات عن معاناة المرأة ووجعها وخروجها من القفص الذي خلد في ذاكرتها..
الفنان أمين غانم لوحات ثلاثة فيها توحش الإطار، وأخرى بألوان مائية..

محمود المقوص تصلح لغلاف قصص الأطفال فيها الحيوانات والطيور وعنها قال: هي رؤية تدمج بين الحكايات وفن الأطفال تقوم على نقل محتوى ومضامين الحكايات وتصويرها في لوحات تحفل بالكثير من الجمال لافتة للانتباه ومحرضة على تعاطي السلوك، وتابع: يعتمد أكثرنا على معالجات تقنية بفنون بصرية قادرين على جذب ضمير العالم بحكاية نرتكز فيها على واقع الخيال، قادرين بنفس الوقت على اكتشاف مشاهد فيها المتعة والثقافة نلاحظ أن الرسومات تنقل المشاهد الصغير من عالم صغير إلى عالم كبير من خلال الرؤى والخيالات وهو يتفاعل مع بطل الحكاية ويتشبهه.
الفنانة الصغيرة منى درويش صف سابع رسمت فصل الربيع ببساطه الأخضر وزهوره العطرة، ولوحة ثانية فيها البحر والسفن، أتعلم في صالون بكسا واليوم أول مرة أشارك فيها، وأخوها مشارك بالغناء (أحمد) وغنى للأم.
الأديبة أمل لايقة مديرة صالون بكسا الأدبي الثقافي لها ثماني مشروعات شعرية وقصصية شاركت في العديد من الأمسيات والملتقيات الأدبية، تجلس على كرسيها المدولب وتمشي على طرقات الحياة الوعرة بلا نعال، ترسم خطواتها على دروب الأدب والشعر وتنقش نقوشها في أوراق وذاكرة ممتلئة بالمسرات والمحزنات في مسارات حرفتها واحترفتها بإتقان، لتنادي الريح وتقول في (ما ليس لي):
أطوي ما شئت من العتمة .. خذيني إلى فرح مرتجى
وتتالت فقرات الاحتفالية بين شعر وقصيدة ألقاها كل من السادة الشعراء (زكريا الشعار، أحمد قادرة، رماح بوبو وطلال سليم ) ورقص وغناء لتختم بالتكريم وتوزيع شهادات التقدير..

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار