حاجة الطفل إلى الاعتبار

العدد: 9324

1-4-2019

استمعتُ إلى حديث إذاعي للمرشد التربوي الدكتور مصطفى أبو سعد، وكان محوره حول حاجة الطفل إلى الاعتبار، وهي أول نتيجة لنزوعه إلى الاستقلالية، والاعتماد على النفس، فإشباع هذه الحاجة يعني أن يكون الطفل مستقلاً، وأن تكون له مكانة مميزة، وأن يجد نوعاً من التقدير والاحترام داخل محيطه الأسري، وأضاف الدكتور أبو سعد أن بداية الإحساس بهذه الحاجة تبدأ في السنة الثانية من عمر الطفل، وإذا لم يتم التنبُّه إلى إشباع هذه الحاجة لديه، فإنه لا بد من أن تصدر عنه بعض السلوكيات المزعجة ومنها:
* العناد بنوعيه الظاهري والخفي، فالظاهري يتمثّل في معارضته لأهله بطريقة واضحة، وذلك من خلال عبارات معيّنة مثل (لا أريد، ولا أقبل)، في حين أن العناد الخفي يتمثّل في النسيان والتمارض والتأتأة والبكاء والاستيقاظ في ساعات متأخرة من الليل، فهذا العناد بمجمله هو لغة لتعبير الطفل عن حاجة غير مشبَعة لديه، وهي الحاجة إلى الاعتبار.
* التخريب الذي يشتمل على تحطيم وتكسير أغراضه وأغراض المنزل كالأكواب وغيرها، هذا بالإضافة إلى تخريب ممتلكات الناس الغرباء.
* قلة الطعام، فالكثير من الأطفال لا يأكلون، وذلك من أجل لفت الانتباه وشعورهم بالحاجة إلى إثبات الذات والاعتبار.
* الصراخ المتكرر، يقوم الطفل في الكثير من الأحيان بالصراخ فقط من أجل أن يقول أنا موجود، وأنا أمتلك كياني الخاص.
* إزعاج الضيوف، وإحراج الوالدين، والمشاغبة في الأماكن العامة، كالشارع والأسواق والمطاعم.
* الكذب الخيالي، الذي يدعي الطفل من خلاله أنه قد قام بأعمال تنطوي على البطولة، كأن يقول بعد عودته من المدرسة: أنا كنتُ اليوم أقوى وأروع إنسان فقد انتصرتُ على أصدقائي كلهم في السباق، فمثل هذه الأكاذيب تكون من أجل البحث عن الاعتبار.
وفي النهاية يضيف أن هذه السلوكيات تتطلب من الوالدين الانتباه والتيقن من أنها أعراض خارجية لمشاكل داخلية، وعلينا عدم إهمالها، لأن الإهمال يجعله يلجأ إلى أساليب أخرى غير محببة.

د. رفيف هلال 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار