نفنافة في كاميكاتسو

العدد: 9324

1-4-2019

لم أدر يوماً بأن (نفنافة) قد تهجرنا كما شبابنا الذين تركوا وطنهم لأجل العلم أو العمل بعيداً عن الأوجاع والأهل، وجافتنا بعد أن امتلأت الأحياء والشوارع بالقمامة وأكياس الزبالة التي سيطرت بكل قوتها واستحالت معها أوجه النظافة، مع أني أرى كل يوم رجال البلدية ينظفون الشوارع والأحياء ويرحلون القمامة بالعربات والسيارات بكل همة ونشاط، لكن اللوم يقع علينا بلا شك فكل ما بأيدينا نرميه في طريقنا ومن عالي النوافذ والبلكونات نرمي أكياساً مثقلة بلا أهداف لتنفجر أمعاؤها باستفراغات..
ودعتنا نفنافة التي لطالما تغنينا بها (نفنافة.. شو هاللطافة.. وشو هالظرافة..) لتصل إلى اليابان وبالتحديد كاميكاتسو..
كاميكاتسو هذه القرية وأهلها استضافوا نفنافة بعد عزمهم على أن يكونوا أول مجتمع ياباني خال من النفايات حيث يقسم أهلها نفاياتهم إلى 45 فئة، يمكن معالجتها وإعادة تدويرها بمبادرات مجتمعية، في محطة قمامة مشتركة فيها متجر لإعادة استخدام الأشياء المهجورة وآخر لإعادة التصنيع للمنتجات الحرفية والمعاد تدويرها، وغيره أنه في نهاية العمل يكون في انتظارهم مكافآت للمواطنين الأبرع في إعادة التدوير..
وفر ذلك الملايين من عملتهم بعملهم للتخلص من القمامة بعيداً عن استخدام المحارق والمدافن، لتكون حياتهم بلا نفايات (منفنفة مع نفنافة) ولم يساعد البيئة فقط ويقلل التكاليف وإنما عزز جودة حياتهم وحسن صحتهم وأبطأ وتيرة النزوح التي اشتكوها من أعوام، حتى أنهم صنعوا السماد العضوي لزراعاتهم من النفايات الغذائية، ليكون لهم الهواء الأنظف والأنقى والمكان الأكثر جمالاً وبهاء..
فهل لنا أن نكون بمثلهم أو (بنصفهم) ونرجع نفنافة إلى موطنها؟ اشتقنا..

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار