الوحدة: 6-7-2022
حققت مشاركة جرحى الوطن قيمة مضافة لمهرجان الخير، الذي تنظمه هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالتعاون مع محافظة طرطوس على كورنيش طرطوس البحري. وخلال زيارة جريدة ( الوحدة) لجناح جرحى الوطن ، التقينا الجريح الرقيب سامي عبد الرحمن ابن صافيتا، قرية النعاصات تولد عام ١٩٨٧،أصيب بمعارك حلب عام ٢٠١٣ ، وأدت إصابته لشلل نصفي،فيما شارك بالمهرجان بمنتجات العسل وشهد النحل وغبار الطلع ، موضحاً أن البداية الداعمة كانت مع مشروع جريح وطن الذي قدم له عدداً من خلايا النحل ، ليكمل مسيرته بتعلم كل ما يلزم عن تربية النحل وأنواع العسل. وانتقلنا بعدها للجريح علي بلول ابن صافيتا أيضاً قرية تركب مواليد ١٩٩٣ ، أصيب بعينيه الاثنتين وفقد بصره على إثر الإصابة،والذي يشارك بمنتجات زيت الزيتون والشنكليش والعسل أيضآ ، حيث بدأ مشروعه بدعم من مشروع جريح وطن أيضاً. وعن الإقبال بالمهرجان لفت الجريحان أن حركة البيع خجولة ، ربما للظروف المعيشية الصعبة لدى كثيرين، والتي جعلت العسل ومنتجاته رفاهيات لا قدرة لهم على شرائها. بدوره علي المودي صديق الجريحين أشار إلى أنه يرافق الجريحين،ويرى العمل معهم قيمة وشرف وحياة ، يتعلم منهما الإيمان والصبر والكفاح ، مضيفاً إلى أن الجريحين باتا ملهمين للعديد من الجرحى والأصحاء، وهما أصحاب العسل والزيتون الذين تحدثت عنهم السيدة الأولى بعام ٢٠٢٠. وليس ببعيد عن هذا الجناح بل بمحاذاته تماماً، كان لا بد أن نتوقف عند السيدة فتاة عباس التي تواصل رسالة الحب والعطاء رغم وفاة ابنها هادي شدود ذوي الحاجات الخاصة بتاريخ ٢٨ / ٨ / من العام الماضي، حيث تعرض السيدة فتاة بعض مشغولات طفلها الراحل إضافة إلى مشغولات عدد من ذوي الحاجات الخاصة والتوحد أيضاً والتي استمرت باستقبالهم وتعليمهم الشغل اليدوي رغم وفاة ابنها الذي كانت تسعى وتعمل لأجله،بعد إلحاح من الطلبة وأهاليهم. واللافت كان بهذه المشغولات لوحة دقيقة من الخرز الصغير على شكل بومة، شغلها غاية في الدقة والصعوبة ، والتي أشارت إلى أنها كانت عبارة عن لوحة مرسومة ومرقمة حصلت عليها من روسيا،وقد عمل بها أطفال مصابون بالتوحد بمنتهى السعادة والتركيز. وإلى جانب فتاة التقينا السيدة سحر إسماعيل المصابة بخلع ولادي وقصر طرف والتي شاركت أيضآ بمشغولات متنوعة من الكروشيه وخيوط القطن والصوف و ” الدي ام سي” والحرير والخيش، وعن حياتها تبتسم سحر وتقول: إنها متزوجة ولم يرزقها الله بأطفال ، وتجد في هذا العمل متنفساً جمالياً يعينها على هموم الحياة .. نشير أخيراً إلى أن هذا المهرجان يعد الأول من نوعه ، كونه يضم 90 مشروعاً متنوعاً بين صناعات (غذائية و ألبسة، قطنيات، منظفات، بياضات، أحذية، أعمال يدوية، وفخاريات ، ومونة منزلية، وإكسسوارات، وكروشيه) ، والمشاركة به مجانية ، حيث قدمت الهيئة كافة المستلزمات من الستاند والإقامة، بالإضافة إلى الجناح الخاص بجرحى الوطن و ذوي الاحتياجات الخاصة.
رنا الحمدان