الذكرى ال١٢ لرحيل الأديب الشاعر والباحث والشيخ ” أحمد علي حسن

الوحدة : 6-7-2022

” ولد الشاعر أحمد علي حسن عام 1916 في قرية الملاجة التابعة لمنطقة الدريكيش, وتوفي ب٥ تموز من عام ٢٠١٠ عن ٩٦ عاماً، تعلم القراءة والكتابة على يد والده وأخيه،حيث لم يكن باستطاعة أهله إرساله إلى المدرسة الرسمية في حمين، وأوكلت إليه مهمة الاهتمام برعي القطيع الصغير من ممتلكات العائلة، ولكن كان في داخله نزوعاً قوياً نحو اهتمامات أخرى،دفعته ليهاجر عام 1934 إلى طرطوس ملتحقاً بأخويه عبد الكريم وسلمان،وهناك لم يفلح في التجارة ، ولا في المدرسة الخاصة التي عمل على إنشائها مع أخيه عبد الكريم،ثم كتب أول مقال له وأرسله إلى مجلة هدى الإسلام المصرية، فنشرته عام 1935،وفي عام 1938 التحق بالمعهد الشرعي الإسلامي بدمشق ( كلية الشريعة حالياً ) ، ولم يكمل الدراسة بسبب ظروفه العائلية، حيث كان قد تزوج وأنجب،ثم طبع عام 1938 ديوانه الشعري الأول باسم الزفرات ، نشر بعدها عدة مجموعات شعرية، منها: نهر الشعاع، أنداء وظلال، قصائد مضيئة، على قبور الأحبة، صبابات، أوحت لي السمراء وغيرها، وعمل عام 1939 رئيساً لتحرير جريدة “صوت الحق” التي كانت تصدر في اللاذقية،استقر بدءاً من عام 1948 في وظيفة بالعدلية واستمر بها حتى تقاعده عام 1974،وانتقل بوظيفته بين صافيتا، بانياس وطرطوس ، ليبرز نشاطه الأدبي والثقافي في تلك الفترة ويتكرس اسمه كواحد من الشعراء السوريين الكلاسيكيين المعروفين في تلك الفترة ، وليشارك في مهرجانات الشعر الكبرى التي كانت تقام حينذاك كمهرجان أبي فراس الحمداني في حلب ومهرجان الشريف الرضي في اللاذقية. ساهم في تأسيس جمعية الزهراء الخيرية ومنتدى عكاظ الأدبي في بانياس ، كما شارك في المؤتمر التأسيسي لاتحاد الكتاب العرب بدمشق ، وساهم في عدة مؤتمرات، وأرسله الاتحاد ضمن وفد أدبي ثقافي إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية أوائل سبعينيات القرن العشرين،دخل بزمن مبكر من عمره وحياته الثقافية والأدبية في سجالات حوارية على صفحات بعض المجلات الأدبية والفكرية مع سهيل إدريس و ألبير ضومط ، و ردّ لاحقاً في كتب مستقلة على مؤلفات كتّاب آخرين كأبي موسى الحريري وعبد الحسين العسكري ، اهتم بالتاريخ والفكر وكان من أبحاثه وكتبه في هذا المجال ” التصوف جدلية وانتماء”، الذي يعد من أهم الكتب البحثية كما أرّخ لقرية حمين، وكتب بحثاً فيه قراءة تحليلية تاريخية ومقاربة أنتروبولوجية لحياة وأسفار الشاعر المتصوف “المكزون السنجاري” ، استدل من خلالهما حسب فرضيات بحثه، على مكان وجود قبر هذا الشاعر المختَلف على مكان وجوده في الأدبيات العامة، إضافة إلى عدة كتب ضمت مقالات في النقد الأدبي. ولا بد أن نشير أخيراً إلى : أن الأديب والشاعر والباحث أحمد علي حسن كان ومضة من التقى والحب ، يقصده في منزله الواقع بحي المشروع السادس بطرطوس العديد من النخب والشباب، حيث كان بابه مفتوحاً لكل باحث وصاحب سؤال وحيرة ، وله العديد من الأبناء والبنات المثقفين والمرموقين بالأدب والشعر ، ولكل منهم قصة ومشروع خاص يستحق التوقف عنده، ولكن نخص بالذكر ابنه الطبيب إياس حسن صاحب العقل النظيف المتقد بالذكاء ، وكاتب ومترجم العديد من الكتب البحثية والطبية الهامة، وصاحب اليد البيضاء على الكثير من أبناء المحافظة في مجال اختصاصه.

رنا الحمدان

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار