العدد: 9322
28-3-2019
أقام فرع اتحاد الكتّاب العرب باللاذقية نشاطاً ثقافياً مميزاً جمع الأدباء السادة محمد وحيد علي- هالة مرعي- نعيم علي ميّا.. قدّموا فيه نتاجهم الشعري القصصي الذي عكس مكنوناتهم الذاتية والوجدانية، فكانت القصائد الشعرية الرائعة التي لامست القلوب والنفوس معاً إضافة إلى القصص القصيرة الاجتماعية المعبّرة..
(الوحدة) رصدت هذا النشاط الأدبي الذي تفاعل معه الحضور بكل شغفٍ و محبة… قدّم هذه الظهريّة الأديبة مناة الخيّر التي رحّبت بالحضور الكريم والأدباء المشاركين والبداية كانت مع الشاعر نعيم علي ميّا حاصل على أهلية تعليم.. يحمل إجازة في الأدب العربي جامعة تشرين ويعمل مدرساً للغة العربية في ثانوية المتفوقين..
يكتب في الصحف الدورية المحليّة ضمن مجال الثقافة المجتمعية.. له مجموعة من الدواوين والكتب في مجالات متنوعة (شعر، فكر، نثر) نذكر منها: (بعض الذي) (مشروع مفكر)، (بوح شوق)، (تسافرين في مدار مقلتي) ومشاركته في هذه الظهرية تمثّلت بقصائد ثلاثة تدور جميعها حول الغزل والحب وقد حملت العناوين الآتية: (مر لي بذاكرتي)، (أنهض في زمني)، (يا حلوة العينين) وقد اخترنا من القصيدة الأولى: (مرّ لي بذاكرتي) المقطع الآتي:
مرّ لي – لو بعض الوقت- بذاكرتي
لم أفقد بعدُ ملامحَ وجهكِ..
فنجان القهوة يسألني عنكِ
وهذا البدرُ الراحلُ في مسراه
يسائلني عنكِ
تعرّيني الأسئلة الحمقى
وأنا لا أعرف أجوبةً
(مذْ غبتِ)
واقتطفنا المقطع الآتي من قصيدة: (أنهض في زمني)
أستيقظ في زمني
فأرى وجهكَ
يبحرُ في لجّة ضوءٍ
وأنا… قبّلته قبل شروق الفجر
وصليّت لخدّين كأنهما
طلعةً بدر
المشاركة الثانية للكاتبة هالا مرعي عضو اتحاد الكتّاب العرب تحمل إجازة في اللغة الفرنسية عملت في الترجمة، صدر لها ثلاثة أعمال في القصة القصيرة: (نصف الحقيقة لا يجدي) (عندما يغني الألم)، (رقص بلا إيقاع) .. قدّمت قصتين تدوران في معظم تفاصيلهما حول الحب وقد حملت الأولى العنوان الآتي: (في سبيل قبلة) واخترنا المقطع الآتي منها: (وقفت بثينة على باب الشقة مترددة، وبدا الاستياء واضحاً على تعابير وجهها، إلا أن جميل رحّب بها ترحيب الظافر بحسناء يحلم بها:
– أهلاً بثينة، ادخلي.. حقيقة كنت أخشى عدمَ حضورك فأنا قليل الحظ ككل العشاق.
أما القصة الثانية فقد حملت العنوان الآتي: (حادثة في كتاب مفتوح) واقتطفنا من هذه القصة الجميلة ما يلي: (لم يكن في ذهن أمجد أية امرأة محددة، فحضور النساء في مخيلته هو أمرٌ مربك، وليس هذا فحسب، بل حين يقابلهن في الشارع أو يقرأ عنهن في الكتب، كان في قرارة نفسه يعتقد أن أية امرأة تستطيع أن تثير في أركان روحه فوضى لذيذة وتجعله يرغب بأن يرتكب حماقة الشعر وبحسب ما قرأ مؤخراً قول للشاعر الألماني ريلكة جاء فيه: (يكفي أن يكتب أي شاعر بيتين من الشعر حتى يصبح شاعراً) وإذاً فالأمر في غاية السهولة.. هما بيتان فقط يا أمجد وسوف تنال الحظوة واللقب والفخر بأنك شاعر).
وختام هذه الظهرية كانت مشاركة الشاعر محمد وحيد علي وهو عضو اتحاد الكتّاب العرب، صدر له: (فرس في برية الليل)، (الأرض مداي الصغير)، (زنبقة الإباء) اتحاد الكتّاب العرب 1993، (سماء من بجع) وزارة الثقافة السورية 1996، (توق الشاعر) اتحاد الكتّاب العرب 1996، (تحت ضوء الصهيل) اتحاد الكتّاب العرب 1998 (بوح الحماقة وجراح الغزال) اتحاد الكتّاب العرب2000
( أطياف البحر والنار) اتحاد الكتّاب العرب 2003 .. ودواوين شعرية للأطفال نذكر منها: (أميرة الضياء) وزارة الثقافة السورية 1996 (بسمة نور) .. (الغيمة والحمامة) اتحاد الكتّاب العرب 2001 (سفينة الغيوم) اتحاد الكتّاب العرب 2006 (أحلام مضيئة) وزارة الثقافة السورية 2006 (فراشة وأمنية) وزارة الثقافة السورية 2007 .. شارك في هذا النشاط بقصيدة عنوانها: (من فضاء الشاعر) وهي عبارة عن بانوراما شعرية تتضمن مواضيع متعددة وقد ألقى مقاطع منها وقد اخترنا ما يلي:
كًلّ صباحٍ
أفتحُ القصيدة الكتابْ
أحسبها السّلامَ والضياءَ
والسحّابْ
حتّى إذا بلغتُ آخر الخرابْ
وجدتُ عمري لحظةً
ما كان إلا ومضة السرّابْ!!
لوّنْ يا بحرُ جروحي بالأزرقِ
وافتح أبواب القلب الهادرِ
بالأحلام
هذا الشاعرُ
فضّته الأحرفُ
والأنغامُ كلامٌ
يا الشاعرُ!
أنك في ماء البحر
ستلقى الموجَ يمامْ؟!
ندى كمال سلوم