الوحدة 6-6-2022
في زماننا المهلهل،المتفجر بالتكنولوجيا ،تراجع السحر الذي كان للكتاب حتى صار صوته خفيضاً ؛ لكثرة ما استجد في حياتنا من ضجيج وافدات العولمة والحداثة وزخم الفضائيات التي جعلت ثقافات العالم تنصهر في بوتقة واحدة، والمضحك المبكي في هذا الأمر أن الأسباب باتت واضحة جلية كانتشار وسائل الإعلام وطغيان الشبكة العنكبوتية وضعف المستوى التعليمي والجهل وغياب الندوات الثقافية ودورها الفعال في تشجيع الشباب وإرشادهم للقراءة بالإضافة إلى المبالغة في ارتفاع أسعار الكتب في ظل الأزمة المادية التي يعاني الجميع منها. وأمام هذه الأمواج العاتية من الانحلال الفكري ووقوفاً عند الأسباب آنفة الذكر التي حالت بين الشباب والقراءة ، نستطيع أن نستخلص بعض الحلول الناجحة لترسيخ القراءة في نفوس الفتية من خلال حث الأبناء على القراءة وغرس هذه العادة منذ الصغر للانتقال من واقع خواء إلى واقع مثمر بالإضافة إلى دور الجهات التربوية في تطوير المناهج وتحسين الكتب المقررة في الصفوف الأولى ورعاية الدولة لهذا الأمر ومنح الجوائز التشجيعية والمكافآت للعلماء والمثقفين وإعلاء مكانهم في المجتمع. في المحصلة يبقى الكتاب هو أهم ناقل للفكر والأدب والشعر ، وصديق مطواع لك في الحضور والغياب بأية لحظة تنزع النفس فيها للقراءة على عكس العلم الذي نستقيه من التكنولوجيا التي نجهل علومها.
آية أحمد