مهرجان آذار للأدباء الشباب”.. حضور مشرق مبشّر للقصة”

الوحدة 1-6-2022

 

 

من الجميل استمرار مهرجان آذار للأدباء الشباب، والأجمل مشاركة شباب وشابات يطمحون إلى خط مستقبلهم الأدبي عبر كتاباتهم القصصية المبشرة بمستقبل أدبي لافت. “

الوحدة” تتمنى للفائزين في المسابقة النجاح في مسعاهم، وتحقيق آمالهم. هذه المسابقة التي أقامها فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية لتتوج الأعمال الفائزة بمهرجان في دورته التاسعة والثلاثين: وذلك في صالة الأنشطة بمقر الاتحاد وسط حضور مهتم بالحركة الأدبية ومتابع لها.

وقد قرأت الأديبة أمل حورية “تقرير لجنة القصة المؤلفة من السادة الأدباء : “صالح سميات أمل حورية “هدى وسوف” إذ تم حجب الجائزة الأولى لعدم توفر نص يستحق هذه المرتبة ومُنحت الجائزة الثانية لقصة “وادي الصيحات” للشابة “ريم برهوم” والتي ألقت فيها الضوء على مسألة جوهرية هي صراع الأمة العربية مع العدو الإسرائيلي وبحسب اللجنة، القصة مقبولة من الناحية الفنية من حيث الحبكة والحوار والشخصيات، والشابة ريم تمتلك موهبة الكتابة القصصية.

أما الجائزة الثالثة فكانت مناصفة بين قصة “حرب خارج الميدان” للشابة جلنار سليمة وقصة “ذات موت” للشابة “علا الجبر” .

القصة الأولى سلطت الضوء على هموم الشباب ومعاناتهم في زمن الحرب، وهي قصة من صميم الواقع، وقد جاءت موفقة في لغتها وطريقة السرد والحوار.

أما القصة الثانية فقد أضاءت على واقع أليم وموجع عاشته البلاد في زمن الأزمة السورية، وما تعرض له شعبنا من إرهاب، وجاءت اللغة على لسان الشخصيات سهلة التداول، قريبة من المتلقي، ومعبرة عن الأفق الاجتماعي للشخصيات، كما كان هناك قراءة للنصوص الفائزة.

نقتطف مقاطع مما قُدّم، البداية كانت مع الشابة ريم برهوم (الحائزة على جائزتين سابقتين) من قصتها نقرأ: في الصباح الباكر تكون حجارة البيوت باردة وصلبة تماماً كقلوب الناس، وحدها قلوب الأطفال لازالت حارة ومليئة بالحياة، كان جرس المدرسة يعلن حالة طوارئ في قريتنا المنسية بين الجبال، وكل الأطفال يركضون نحو الجرس بينما كنت وأخي نركض تجاه شجرة التوت المنسية منذ سنين، وحدنا كنا نهرب إليها عندما يداهمنا شغب الطفولة كنت أراقبه وهو يتسلق تلك الشجرة العجوز ليصيد عصفوراً أو اثنين، ويعدني بغذاء لذيذ، كنت أفضل أن يصنع لي دمية من القماش بدلاً من العصافير المسكينة من قصة “حرب خارج الميدان” الأسطر التالية: في الحرب الكل يقاتل بطريقته ويقتل بطريقتها، وقد يحيا جنود في الميدان ويقتل آخرون خارجه، فالجياع يقاتلون في الحرب، والمشردون عن منازلهم وقراهم يقاتلون والطفل الذي تركه والده وذهب إلى المعركة يقاتل، والشاب الذي ضاعت أحلامه يقاتل، وقد تقتله أحلامه أو يقتلها أو يقتلا معاً.

ومن قصة “ذات موت” نقرأ: أرأيت أنني على حق في امتناعي عن إعطاء والدك الأرض؟ كنتم تظنون أنني ظالم ربما.. بسبب رسالة على الموبايل ها هو يترك بيته وأرضه ويرحل.. من يريد أن يمتلك أرضاً عليه أن يكون زيتونها المعمر ياريمة، عليه أن يكون شجرة.. أنا لا أترك أرضي، أنا الزيتونة وجذورها وترابها.. فكيف أرحل؟

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار