مصغّرات مجهرية.. صناعة مكتبية خالصة

الوحدة 30-5-2022 

 

عام بعد آخر ، تلك القُصاصات الصغيرة المجهرية مالئة الطُرق وشاغلة عمّال نظافة تؤرقهم معاناة متعدّدة، أهمها الغبار وما تقدّمه حرارة الطقس المتقدّمة، كيف يتم تصوير هذه المعلومات وكم من الجهد نالت؟. على الأغلب هناك مكتبات يقودها مختصون بارعون بتلك الصناعة ليسوا بالخفاء .. ظاهرة المصغّرات من جديد في شوارع وأزقّة وجوانب مدارس سُميت بالمراكز الامتحانية، تضمّ شرطة مدنية وممثلين عن وزارة التربية ومديريتها وكذلك مراقبين معلمين، وطلاب امتحانات من كلا الجنسين، والسؤال : كيف ومتى يتم استخدام هذه الوسائل المجهرية، في ظلّ وجود كتائب من المراقبين ورؤساء القاعات والمراكز الامتحانية؟. وهذا الطالب المغامر بسنة رسوب في حال تم ضبطه بقضية غش امتحانية، كم من الجرأة وقوّة القلب يمتلك عند استحضار تلك القصاصات وإخراجها من موطنها المجهول ضمن قامته ولباسه الصيفي، وإذا تمكّن من تصفّحها فهو ذو شأن عظيم من حيث الدهاء الذي يأخذ المنحى (السلبي) .. مع العلم أنّ هذه الظواهر المُدهشة متواجدة في جميع المدارس وعلى امتداد المراكز الامتحانية بالقطر، ويبدو أنّ الرّادع والوازع الأخلاقي مفقود تماماً عند تلك الشريحة الضالّة التي تمارس هذه العمليات من (السرقة) فهي جناية للنفس والأخلاق أولاً وللمدرسين المراقبين ثانياً، والطّامة الكبرى إذا وقع أحدهم بين يدي مراقب أو رئيس قاعة صعب المِراس، كم من الأفكار ستُراود كلا الطرفين؟، الطرف الصغير (الطالب) يستجدي ويتوسّل والآخر عليه تطبيق القانون الذي وُجد لأجله، مع أفكار متناقضة سلبية وإيجابية وعِراك طويل بين الضمير الحيّ والعواطف الإنسانية المسيطرة أغلب الأحيان، ليتم في النهاية الّلجوء لحكْم مراقب الوزارة، الذي قد يكتفي بسحب دفتر الامتحان أو عملية طرد مباشرة أو إعطاء علامة الصفر، لتنتهي قصّة طويلة منزلية من عمليات تدريس خصوصية وكتم أنفس وتهجير قسري مؤقت لباقي أفراد الأسرة حتى يتسنّى لهذا الطالب أخذ راحته ووقته الذهبي بتجميع الأفكار والمراجعات المُمنهجة، إضافة لعواطف أُسرية وعمليات استجداء وتقديم قرابين ونُذور حتى يتجاوز هذا المراهق العملية الامتحانية بأمان.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار