قرارات تطلق العنان للسوق السوداء..

الوحدة 23-5-2022   

 

ذات يوم، قال أحد المقررين في عملية تسعير المشتقات النفطية: إن تعدد أسعار المادة الواحدة، سينشئ سوقاً سوداء حتماً! هنا في الوحدة كتبنا قبل تصريح المقرر إياه : “السعران يدمران حياة المواطن”، وعندما تقاطعنا مع المسؤول المقرر، استبشرنا خيراً، وآمنا بأغنية سلطان الطرب”لسه الدنيا بخير”، فماذا كانت النتيجة، والنتائج اللاحقة؟؟ النتيجة التي وصلنا إليها اليوم تخالف كل النظريات (المزمارية)، الملقاة على أسماعنا، فالمازوت الحر أصبح بخمسة أضعاف المدعوم، والبنزين ضُرب بثلاثة أضعاف و(حبة)، و يا حسرة من يستخدم وسائط النقل العامة، و يا سعادة من يبيع مازوت النقل العام!! لقد فتحوا باب الاسترزاق من المادة المدعومة على مصراعيه، وقدموا لتجار السوق الأسود لقمة مغرية، تعمي قلوب الجادين بالعمل، فكيف بأولئك الفارين سلفاً؟ كنا ننتظر أن يرمم الشرخ بين السوق الأسود، ونظيره (الأبيض)، وكان الشرط الأساسي لهذا الترميم هو توفر المادة المستهدفة، حينها فقط سننتهي من كل أزماتنا المتعلقة بالمازوت والبنزين، وعلى رأسها أزمة النقل (اللئيمة)، أما أن تُرفع الأسعار، ويترك الحبل على غاربه، فهذا أمر يعمق الشرخ، ويؤجج الأزمة، و يودي بحلم مقعد وثير في وسيلة نقل عامة إلى (سَقَر) المعاناة، وما أدراك ما سَقَر؟. لن نظلم أحداً إن قلنا: هذه القرارات تنعش السوق السوداء، وتخالف كل الأقاويل والنوايا التي تحدثت عن كبح جماحه، ولا نبالغ إن قلنا أيضاً: إن معظم القرارات الصادرة، تأتي عكس ما يجب فعله في هذه المراحل العصيبة، ونحن ندعوكم جميعاً لمقارنة أحوال أي سلعة، أو صنعة، أو مهنة، قبل القرارات، وبعدها، ولكم أن تحكموا على النتائج، وحجم خيباتها. نعرف أن توفير المادة- بحسب حاجة السوق- غير ممكنة بالمطلق، ولكننا نعرف أكثر من باب لتوفير المادة من ضمن المتاح، و بمئات آلاف الليترات.. اسألونا لنجيبكم إن أحببتم!!!

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار