شركة توليد بانياس …جهـود مســـتمرة لتأمـــين الكهربـــــاء واعتمـــــاد على الــــذات لإنجــــاز الصيانـات اللازمـــــة للتجهيـــــزات

العدد: 9321

27-3-2019

 

أكد مدير الشركة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية في بانياس المهندس نزير محسن دنوره أن الشركة تعتبر من أهم منجزات الحركة التصحيحية التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد، كما أنها من أقدم وأهم محطات التوليد في وزارة الكهرباء، و تتألف من 4 مجموعات توليد بخارية استطاعة كل منها حوالي 170 ميغا واط إضافة لمجوعتين غازيتين استطاعة كل واحدة منها 138 ميغا واط ومجموعة غازية صغيرة باستطاعة 34 ميغا واط تستخدم لحالات الطوارئ والإقلاع لتكون الاستطاعة الإجمالية للشركة حوالي 990 ميغا واط.

صيانة وتأهيل

 

وأضاف دنورة أن المحطة نفذت على ثلاثة مراحل اعتباراً من عام 1982 لغاية عام 1989، وحيث يوجد في الشركة عدة مديريات وهي مديرية التشغيل، مديريات الصيانة، مديرية الرقابة الداخلية و مديرية المرافق العامة والإدارية حيث يتكون وكل منها من عدة دوائر و أقسام تهتم بشؤون التشغيل وصيانة كافة تجهيزات الشركة بالإضافة لمتابعة شؤون العاملين.
وعن آلية العمل في الشركة قال دنورة يتم تزويدنا بالوقود من خلال خط مباشر من مصفاة بانياس إلى المحطة، حيث يتم تزويدنا حالياً بحوالي 1000طن يومياً أما في الحالات الطبيعية فيتم استقبال حوالي 2000 طن أي ما يقوم بتشغيل 3 مجموعات بخارية ولكن بسبب الوضع الراهن والعقوبات الاقتصادية الجائرة حيث إن تشغيل المجموعة تحتاج إلى ما يقارب 800 طن ومبيناً أنه في حال تشغيل أكثر من مجموعة سنضطر لاستخدام الوقود من المخزون الاستراتيجي و هذا بعيد عن خياراتنا لأننا نحاول دائماً الحفاظ عليه، الآن وبسبب ظروف الطقس الجيدة نقوم بتشغيل مجموعة واحدة على الرغم من قدرتنا على تشغيل أكثر وكل ذلك وبغية لحفاظ على مخزون من الوقود من أجل الذروة في فصل الصيف.
و أكد م. دنورة أن هناك صيانة و إعادة تأهيل سنوية للمراجل للحد من تهريب الغازات الناتجة عن الاحتراقات في المراجل، مبيناً أنه تم في العام الماضي إجراء إعادة تأهيل للمجموعة الثانية وفي هذا العام سيتم قريباً صيانة للمجموعة الرابعة و استبدال موفر مقدم من مكتب الأمم المتحدة undp إضافة لصيانة للمرجل باعتباره السبب الرئيس لتهريب الغازات.
وعن الإجراءات المتخذة لتطوير الخبرات الموجودة أكد مدير الشركة أن هناك دورات يتم تنفيذها بشكل دوري لتدريب الكادر الفني و الإداري إضافة لوجود بعثات لإقامة دورات خارجية للكوادر ولكنه وبسبب الأزمة فقد أصبحت هذه البعثات قليلة، والآن لدينا بعثات مقدمة عن طريق مكتب برنامج الأمم المتحدة وحالياً هناك أربعة مهندسين في اليابان ويخضعون لدورة لصيانة العنفات البخارية إضافة لمهندسة تقوم بدورة في مجال أتمتة محطات التوليد.
وقائية

 


وتابع م. دنورة منذ عام 2010 وبسبب الأزمة أصبح اعتمادنا بشكل عام على الصيانات الوقائية و الدورية و إصلاح الأعطال من قبل الكوادر الفنية و الخبرات المحلية دون الاعتماد على الخبرات الخارجية، وقد تعرضنا العام الماضي لعدة أعطال و استطعنا إجراء صيانة على صمامات التحكم لعنفة المجموعة البخارية الثانية و رفع الاستطاعة من 50 ميغا واط إلى 75 ميغا واط وهذا عمل تقني مميز وكان بحاجة لخبراء حيث ومن خلال هذا العمل توفير الملايين على الخزينة، كما استقدمنا بعض الخلايا المسخنة للهواء القديمة والمعدة للصهر وقمنا بإعادة تشكيلها وتجهيزها وتم استخدامها بسبب عدم توفر القطع التبديلية وفرت أيضاً أكثر من 150 مليون ليرة، لافتا إلى أن الشركة تحول الآن استخدام كل ماهو موجود بين أيدينا لمتابعة العمل و التوفير قدر الإمكان.
هناك مشروع العنفة الغازية الصغيرة 34 ميغا، حيث تم إبرام عقد مع إحدى الشركات لتعمل على الغاز بعد أن كانت تعمل على المازوت و ستتم المباشرة به في أول الشهر الرابع ومدة المشروع 18 شهراً، وهذا سيؤدي إلى توفير كميات كبيرة من المازوت إضافة كون الغاز صديقاً للبيئة.
صعوبات العمل
وأما بالنسبة لأهم الصعوبات التي عمل الشركة فقال: إنّها تكمن في التقادم الزمني للتجهيزات حيث تعتبر هذه الشركة من أقدم شركات توليد الكهرباء في سورية إلى جانب الشركة العامة للتوليد في محردة، فالمجموعتان البخاريتان الأولى والثانية أصبح عمرهما أربعين عاماً، ليكون عمر المجموعتين الثالثة والرابعة و التي تعتبر حديثة ثلاثون عاماً، مبيناً بأنه و على الرغم من قدم التجهيزات و الأنظمة فقد استطاعت الشركة و بفضل الخبرات الوطنية والكوادر الفنية الحفاظ عمل هذه المجموعات لتبقى في الخدمة بشكل دائم، أيضاً لافتاً إلى أنه نتيجة للتقادم الزمني انخفضت استطاعة المجموعة من 170 ميغا لتصبح 120-130 ميغا و لكننا نحاول الحفاظ على هذه المجموعات، مضيفاً إلى مصاعب العمل ما تعلق بصعوبة تأمين القطع التبديلية وهو مادفع الشركة للقيام بتصنيع أغلب القطع أو إلى اللجوء للجهات العلمية الوطنية وفي حال تعذر ذلك نلجأ للسوق المحلية.
و بالنسبة للخدمات المقدمة للعاملين في الشركة أشار دنورة إلى وجود خدمات طبية كاملة بدءاً من عمليات القلب التي تقام في مشفى الأسد الجامعي و التي قد تصل إلى أربع أو خمس عمليات في العام و كلها مجانية إضافة للأمراض المزمنة وغسل الكلى، أما بالنسبة للتعويضات فهناك حوافز و عمل إضافي وذلك لتحفيز العمال كما تم هذا العام فتح سقف العمل الإضافي وهذا ماشجع العمال كثيراً وأعطاهم حالة إيجابية وذلك لم يطبق إلا في وزارة الكهرباء و محطات التوليد حصراً بسبب ظروف التشغيل و الصيانة الصعبة، مضيفاً إلى ذلك وجود سكن شبه مجاني للعمال حيث يوجد حوالي 250 شقة سكنية تقريباً وهي مؤمنة بكل المتطلبات الحضانة و المدرسة والنادي الرياضي وتعطى للعاملين الذين يقطنون في أماكن بعيدة وغير مخدمة بالمواصلات، إضافة لذلك تقوم المحطة بتأمين المواصلات للعمال حيث يوجد 47 خط نقل للموظفين.
جولة مع العاملين
وفي جولتنا على بعض الأقسام التقينا
المهندس بسيم تجور قال بعد أن حدث حريق على منطقة الحراقات نتيجة تسرب مادة نفطية فقد تم تشكيل فريق عمل على الفور و نستمر بالعمل لمدة 12 ساعة تقريباً يومياً بهدف إنجاز العمل بسرعة و دون الاستعانة بالخبرات الخارجية، ونتيجة تضرر قسم كبير قمنا بإصلاح بعض القطع بسبب عدم توافرها و أخرى تم تبديلها و هذا العمل سيوفر الملايين على الشركة و سيثبت مدى حبنا لوطننا. وعن ذات الموضوع أوضح م. دنورة قامت الكوادر الفنية بإعادة التجهيزات التي احترقت دون الحاجة للجوء إلى مناقصات، وأضاف أن سبب الحريق هو التقادم الزمني للتجهيزات والذي أدى لتسرب مادة المازوت و اندلاع الحريق.
وقال رئيس دائرة الصيانة الكهربائية المهندس عماد سليمان نقوم الآن بالكشف على مجمع فحم المولدة ونقوم بقياس طول الفحمات حيث يتم استبدالها في حال زاد طولها عن حد معين، بالإضافة لإجراء التنظيفات اللازمة وهذا العمل نقوم به بشكل دوري و خاصة أثناء توقف المجموعة لأن الصيانة الدورية تكشف لنا أعطال غير ظاهرة و لا يمكن كشفها عندما تكون المجموعة بالخدمة، لكننا اليوم نجري الصيانة بسبب توقف المجموعة نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على بلدنا مما اضطرنا لإيقاف ثلاث مجموعات.
و بدوره مدير الصيانة المهندس محمد سليمان قال: يتم الكشف على مضاجع العنفات بشكل دوري للحفاظ عليها بجاهزية كاملة.
وأوضح مدير التشغيل المهندس رامز من خلال صالة التحكم يتم التشغيل والمراقبة لكافة المعدات الخاصة بالمجموعة الأولى والثانية و في حال وجود أي خلل يتم إعطاء إنذارات من خلال لوحات المراقبة فيتم التعرف عليه والتعامل معه.
المهندس أسامة جنيدي قال المهمة الأساسية لكادر العمل تكمن في الحفاظ على استقرار المجموعة و أدائها وملاحقة الأعطال بشكل دائم وإجراء عمليات الصيانة و استدعاء فرق الصيانة المناسبة إضافة الحفاظ على مستوى أداء الشبكة حيث يتواجد طاقم مؤلف من عشرين شخصاً يتابعون أداء المجموعات وعمليات توليد الكهرباء و يتواجدون على مدار الساعة.
رئيس شعبة المساعدات المهندس نبيل محمد قال: نقوم بتصنيع أغلب القطع بهدف توفير مبالغ كبيرة لأننا نحتاج هنا للمواد الأولية فقط، و في حال لم نستطع نلجأ إلى الجهات العلمية الوطنية و في حال لم تتوافر نلجأ إلى السوق المحلية.
كما وجه العمال الشكر لمدير الشركة للوقوف إلى جانبهم وتقديم الدعم المعنوي لهم.
وأخيراً :
وفي نهاية الجولة كانت عين الوحدة تشاهد عمالاً لم يسمح لهم عملهم أن يتكلموا ولكن كان للغبار على وجوههم والزيوت على ايديهم الكلمة الأعلى فهم الجنود المجهولون في كل معركة تخوضها شركة توليد الطاقة الكهربائية لإبقاء منازلنا منارة. فشكراً من القلب لتلك الزنود التي تعمل في صمت في سبيل خدمتنا.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار