الشاعرة زوات حمدو: وجدت نفسي في القصيدة العمودية فهي امتداد لتراثنا الشعري العربي الأصيل

الوحدة: 8-5-2022

وأنت تغوص بعالمها، تجد نفسك أمام شاعرة توقد الحروف من نور أنوثتها وتنسج حروفها من واقع تمتزج فيه كل المتناقضات الكونية، لتبحر في إبداع قصيدة عذبة سلسة عميقة الفكر والمعنى، تكتب القصيدة العمودية وترسم الكلمات من ظلال روحها .الشاعرة زوات حمدو أخذتنا إلى عالمها الأدبي من خلال هذا الحوار.

* الشعر ولادة الروح كيف كانت بدايتك؟

 – الشاعرة زوات حمدو من مدينة اللاذقية، في يفاعتي كنت أكتب الشعر بأقلام الفحم الحجري على الحجارة والجدران ولحاء جذوع الأشجار في قريتي العوينات في ريف اللاذقية، خلال المرحلة الإعدادية رحت أطالع الشعر خارج المقررات الدراسية وأتابع كتابة الشعر .لي ديوانا شعر الأول بعنوان /مقام الياسمين/إضافة إلى ثلاثة دواوين شعر مشتركة مع كوكبة من شعراء سوريين وعرب الأول /ملوك الياسمين/الثاني ديوان /أغاني عشتار/والثالث بعنوان/نفحات من ياسمين الشام ونخل العراق.

* تكتبين القصيدة العمودية، ماذا عن النثر، أين تجدين نفسك؟

 – كان لي تجربة في كتابة القصة والقصة القصيرة والومضة الشعرية والقصصية والشعر الحر والموزون، لكني وجدت نفسي في القصيدة العمودية فهي تشكل امتداداً لتراثنا الشعري العربي الأصيل وتتسم بصفة الخلود والديمومة.

* نلاحظ في الفترة الأخيرة ظهور شعراء كثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي .ماتأثير ذلك وهل النشر عبر المواقع يظهر الشاعر أكثر؟

 – الفضاء الأزرق مكتظ بكل المستويات الشاعر والشعرور .. المثقف والمتثاقف، الدكتور الوهمي والدكتور الحقيقي.. وسط هذا التزاحم الفكري على الساحة الثقافية، تكاد الثقافة تنحدر إلى أدنى مستوياتها، وفي هذا الزمن المعلب تكاد القصيدة تفقد فعاليتها حيث التسطيح يظهر جلياً..لارقابة ولا فرز في كل عصر من العصور بدءاََ من العصر الجاهلي حتى العصر العباسي عدد الشعراء على عددأصابع الكف، اليوم نفاجأ كل يوم بولادة أقلام جديدة ونجد المبدعين الحقيقيين من شعراء ونقاد وملحنين غابوا وغابت معهم كل الأشياء الجميلة وسط سماسرة الحرف وتجار الكلمة، لكن لانستطيع أن ننكر أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت ولازالت مناسبة للتعرف والتواصل مع قامات فكرية وتثقيفية سامقة من مختلف أنحاء العالم.

* القصيدة موسيقا متناغمة تسري بعروق المتلقي كشاعرة ماهي الأدوات التي تجعل قصائدك مميزة لدى القارىء؟

 – الأديب وليد المجتمع، والأدب الحي هو الذي ينبع من المجتمع ويصب فيه ليكون صورة حية له، في كتاباتي أكتب واقع أعيشه، أبحث عن المعاناة في حياة الناس، ألتقط الأثر في عيونهم وأترجمه بإبداع واقعي ومفردات سهلة سلسة تتسم بالبساطة والعفوية بحيث تكون أقرب إلى الفهم إضافة إلى الخيال الخصب لكل هذه التفاصيل.

* متى تولد القصيدة وهل للحالة النفسية دور في خلق حالة الإبداع؟

 – سئل كارل كولردج مرة:هل سبق وأن طلبت منك إحدى الصحف والمجلات أن تكتب قصائد على غرار القصائد التي كتبتها عن الحياة في شيكاغو الأمريكية، فأجاب:هل سبق أن سمعتم أن طلب من امرأة حامل أن تلد مولوداً ذكراًولون شعره أحمر؟! القصيدة شيء من صنع الله لاأحد يعرف موعد ولادتها حتى كاتبها .أما عن دور الحالة النفسية في خلق الإبداع يقول الشاعر الياس أبو شبكة: اجرح القلب واسق شعرك منه فجمر القلب خمرة الأقلام، فالحزن والألم دافعان للكتابة ودافعان للتفريج عن الهموم والحزن، وهذا ماأسماه /الفرد-دي-موسيه/في كتابه الليالي:الألم العبقري، فالألم محرك الإبداع.

* مارأيك بالواقع الثقافي وهل هناك إنصاف للشاعر؟

 – كثر من يدعي الأدب وماهو إلا ناسخ فكرة أو سارق موقف، أشخاص يظهرون تحت مسميات مختلفة عميد/ة الأدب العربي ..سفير/ة الشعر العربي على حد علمي لم يكن لطه حسين وأحمد شوقي خلفاً، في ظل الأزمة السورية أصبح عدد الذين يحملون صفة دكتوراه وهمية من جامعات الجهل الفيسبوكية دون رقيب ويعتلون منصات وسائل الإعلام بثقة والجميع يصفق لهم.

أما آن لنا أن نحترم العقول، أنا أعلم كلامي سيغضب الكثير منهم، لكني لن أخشى من قول الحقيقة لومة لائم.

* ماهي مشاريعك المستقبلية؟

 – باولو كويللو يقول:لكل إنسان أسطورته الخاصة به فإذا انتبه الإنسان إلى الإشارات والدلالات سيحقق أسطورته، أسعى بكل طاقتي أن أنجز مايمكن إنجازه في خدمة الإنسان والإنسانية، حالياً أشتغل على ديواني الشعري الرابع والخامس وقريباً يبصر النور إن شاء الله.

* ماذا كتب عن دمشق؟

 – قصيدة بعنوان/قيثارة وطن/ يرشف الصبح من حديثك عطرا فتفوح الآهات والنغمات ويطيب القصيد في ثغرك/ المعسول دفقا تصوغه الكلمات يارؤى الشعر فلتكوني بيانا/ عبقرياً تحوكه المراعفات .. يا لعينيك روضة من صفاء/ تشعل الصدق للرؤى المكرمات شعرك الطيب راح ينداح حلما/ وبه الدهر كم تطيب الحياة شوفي تغلغل في عروقك مثلما/ تمضي إلى ترياقها الصبوات.

هويدا محمد مصطفى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار