الوحدة: 4-5-2022
كالعادة .. مكرُمة متقدّمة من قيادة أكثر حِكمة، وكرم تفاجئ مجتمعنا بكافة شرائحه قبل حلول عيد الفطر ليكون العيد عيدين، هو قمّة العطاء النابع من صميم الوجدان العروبي في شهر التسامح والكرم، هو عطاء الكريم المنتصر بشعبه، المؤمن بقضيته العادلة، عطاء رُسم ليكون صمّام الثّقة بين ذوي البيت الواحد، والمرسوم الرئاسي التشريعي رقم ٧ القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من المواطنين السوريين، كان له وقع إيجابي كبير على نفوسٍ، وقعت في مطبات وسقطت في براثن الضجيج الخارجي الذي احتكم إلى لغة التمرّد، فكان هذا المرسوم بلسماً حقيقياً وُضع على جرح كان نزيفه صعباً على كلا الطرفين، وكان احتكام التسامح والعقل هو المرجع الأول والأخير لتعود تلك الفئة، ممن ساقتهم القوانين والأنظمة إلى المحاسبة عبر قانون العقوبات، إلى جادّة الوطن والعيش المشترك، ومن خلال هذه المًكرمة تم قطع الطريق على مزاجيات أصحاب مشاريع التخريب المُنقادة من الخارج، وشكّل هذا منطلقاً استراتيحياً لعودة الثقة بين الدولة وأبنائها الذين غُرر بأفكارهم، وساقتهم النوايا المتصهينة إلى امتطاء أمواج التخريب الممنهج، ومن ثَمّ الاصطدام بجدار القانون وتداعياته ونيل الجزاء العادل.
وقد سبق وتم طرح وإصدار عدة مراسيم عفوٍ كريمة خلال تلك الفترة العصيبة والهجمة العالمية الشّرسة التي تعرّضت لها بلادنا، بالإضافة إلى طرح مبادرات ومصالحات شبيهة بالعفو لعودة من وقع أسير عمليات تخريب فكري على امتداد الوطن إلى جادة الصّواب والسير بركب وطنهم، فانخرطوا من جديد ضمن بوتقة مجتمعاتهم ومؤسساتهم المدنية والعسكرية، ليكتشفوا سيل الأكاذيب التي انهالت من غرف خارجية كان همّها الأوحد تفتيت النسيج الإجتماعي السوري المتين الذي لم يرُق لهم رغم كل المحاولات المتواصلة، سواء عن طريق الإرهاب أم بطرق التطرّف الجاهلي، وبذلك لاقت مراسيم العفو المتعدّدة التي مُنحت لأبناء الوطن نجاحات كبيرة أعادت الثقة والتلاحم بين القيادة الحكيمة والشعب الذي وضع نفسه بخندق العقيدة الوطنية الراسخة وقيادته الوطنية المتسامحة.
سليمان حسين