الوحة 2-5-2022
إن الأعمال الدرامية الحالية، ألقت الضوء على واقعنا الموجود قبل الأزمة، حيث كان هذا الواقع موجوداً بشكلٍ أكثر تحفظاً، وازدادَ ظهوراً من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والفكرية إلى ماهنالك بعد الحرب الهمجية .
لاننكرُ الاحترافية في عرض الأحداث بطريقة التشويق ليتم التسويق، مدفوعة بدرجةٍ أكبر بدافع الربح أكثر من الاهتمام بمعالجة السلبيات، لتبدو كاشفةً عن مساوئ وفضائح المجتمع دون أن تقدم الحلول، إنما تكرسهُ للمتاجرةِ به، مما يضرُ بالذوقِ العام وبالميراثِ الثقافي وبمنظومةِ القيم، وماأحوج الدراما التلفزيونية للتحرر من هيمنة ودوافع التجارة والرغبة في تحقيق أقصى الأرباح على حساب جوهر وعمق العمل.
نحن بحاجة إلى أعمال تضم نصوصاً متنوعة عن بطولات جيشنا وتخليد شهدائنا الأبرار، بحاجة لعرض حكايا تراثنا وآثارنا وحضاراتنا، لابد من دراما تركز على غرسِ قيمة الوطن والمخاطرةِ من أجله ، والدعوةِ إلى قيمِ الخير واحترامِ الآخر وتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الانتماء، ومحاولة تنقية المجتمع من الأفكار المتطرفة والمفاهيم الخاطئة والعمل على تنمية الذوق الجمالي والفني والحضاري، وأن نستخدمَ الطرائقَ المشروعة لجذبِ المُشاهدِ لهذه الأعمال.
بحاجة للإضاءةِ على هذه الأعمال في هذا الوقت تحديداً وأكثر من أي وقت مضى، ومضمونُ المحتوى الذي تقدمه الدراما التلفزيونية يؤثر بلاشكٍ على فعاليتها في التوجيه لدى الجماهير، وهي تلعب دوراً مزدوجاً وبنقلِ الواقع من ناحية والتأثيرِ به من ناحية، لكن عرضَ الواقع بضياءٍ ساطعٍ مبتذل فاقَ مجال التأثير.
تيماء عزيز نصار