مركز ديرمار يعقوب المقطّع أعاد نبض الحياة إلى قرى ناحية قسطل معاف المحررة

الوحدة: 28- 4- 2022

 

انفرد مركز دير مار يعقوب المقطّع، بمقره في (سقوبين) باللاذقية، وهو مركز مجتمعي يعمل بالتشاركية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، بإدارة شخصية استثنائية بأسلوبها لإدارة العمل الإنساني.

الآنسة نسرين نهري مع فريقها – من بين الجهات التي دخلت على خط ترميم المنازل في القرى التي حررها الجيش العربي السوري من الجماعات الإرهابية في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، باستهداف (15) قرية تابعة لقرية قسطل معاف، لتبدأ من ترميم المنازل في عام 2018، لتفتح آفاق رؤية شاملة لا تقف عند ترميم منزل. لأن التوقف عند ترميم المنازل لايعيد الحياة أو إعادة إحياء المنطقة دون مشاريع لاستعادة سبل العيش التي فقدت نتيجة الحرب والتهجير والحرائق في إطار السعي لاكتمال تحقيق الحركة الزراعية والاقتصادية والتجارية لاستقرار العائدين في قراهم. الثقة والمصداقية أساس العمل الإنساني مع رؤيا شاملة: قالت نهري: مع عودة الأهالي بشكل تدريجي إلى القرى بدأنا بترميم المنازل، وتابعنا الحركة الاقتصادية والتجارية فوجدناها (صفر). لنتساءل: إذا رممنا المنزل وسكنوا فيه، من أين سبل العيش؟ هذه ثغرة ومشكلة، بحثنا في الحلول وجمعنا الأهالي والتقيناهم بجلسات نقاش مركزة لبحث الاحتياجات لنتعاون مع الشركاء للدعم بالاحتياجات المطلوبة. في عام 2019 تم تأسيس فريق متطوعي وصول من أهالي المنطقة، يشهد لهم بالعطاء، ليكونوا صلة وصل بين الأهالي والدير، للتسجيل على خدمات المركز لتخديمهم من (معدات طبية، صحية، مساعدات عينية عامة، مشاريع منح سبل عيش فردية)، لاحقاً بدأت الحركة الاقتصادية بالنشاط والوصول إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومع المتابعة وجدنا أن المشروع الأساسي والمهنة الأساسية ما قبل الحرب لديهم هي الزراعة والثروة الحيوانية، والتفتنا إلى أهمية الاستقرار الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي على مستوى المنطقة لتمتد إلى سورية، وتدعم السوق مع ارتفاع الأسعار، وضمان استقرار الأهالي بقراهم وتثبيتهم بما يجيدون عمله.

فقررنا إطلاق المشروع الزراعي بالتعاون مع الشركاء في عام 2021 لاستهداف المنطقة كاملة. وكانت البداية بتقديم 100 منحة للأسر العائدة، منها (40) منحة تشمل معدات زراعية من ماركة (توتال) مع بذور صيفية وشتوية بالتشبيك مع مديرية الزراعة، و(60) منحة ثروة حيوانية في كل منحة ثلاث غنمات حوامل، و200 كغ شعير علفي، مع عبوتي مضاد طفيليات ومكملات غذائية، ليصبح عدد المستفيدين مباشرة 100 مستفيد، و443 مستفيداً غير مباشر، مع تأمين 85 فرصة عمل إضافية ومن المستفيدين (37) إمرأة معيلة.

 

واللافت بعد أيام أو شهر، تضاعف عدد الثروة الحيوانية لكل مستفيد بعد ولادة الغنمات. وتبلغ القيمة المادية لكل منحة نحو مليوني ليرة سورية، وفيما يخص اختيار المستفيدين أكدت نهري: أن الاختيار تم بناء على معايير موضوعة من الدير والمفوضية، ومن ضمن الإجراءات التشغيلية عند الاختيار للشخص معايير موثقة بالأوراق والوثائق، مع إضبارة لكل مستفيد بوجود إشراف ومتابعة. إضافة إلى الثقة بأن الجهة التي أطلقت المشروع هي مستمرة بالبرنامج وبالمناطق نفسها، ونحن مستمرون بالتسجيل والزيارات الميدانية لتقييم الحالات الجديدة التي قدمت للمرحلة الثانية في عام 2021 ولم يتم تخديمها لأن الأعداد كبيرة ونحن حالياً بمرحلة تقييم بانتظار توقيع الاتفاقية لعام 2022 ثم ننتقل للمراحل التنفيذية. فرح العائدين باستعادة سبل العيش: رافقت المهندس أمين بازيد ومنسق البرنامج الزراعي بديرمار يعقوب بجولة على القرى المستهدفة من الدير، بوصولنا وحوارهم مع الأهالي والمستفيدين لاحظت علامات الرضى والقبول من الأهالي بما قدمّه الدير لهم وانعكس بعلاقة ود واحترام وثقة ومصداقية، القرى (بسقين، الميدان، الحسينية، المزرعة، بيت صبيرة، الرمادية، الروضة، الشقراء، بيت فارس، عيش بنار، السرايا، الريانة، بيت عيوش، بيت والي، الوادي).

نظيرة معلا من قرية بيت فارس لم يحالفها الحظ للزواج ولا عمل لديها، بعد العودة إلى القرية تم ترميم المنزل من قبل الدير اختارت منحة ثلاث غنمات وخلال شهر تضاعف العدد، وزرعت قسماً من كمية الشعير بانتظار الحصاد لتشعر بالأمان والاكتفاء الذاتي. ناريمان البحري زوجة الشهيد عدنان إسماعيل من قرية عيشى بنار، تهجرت مع أسرتها بفعل إرهاب الجماعات الإرهابية بتزامن استشهاد زوجها في عام 2012، لديها أربعة أولاد، اثنان منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، عادت إلى القرية مع العائدين لتجد الرياح تصفر في منزلهم، تم ترميم المنزل من قبل الدير واستفادت من منح سبل العيش بإحياء مشروع سابق كان مصدر رزق ليمتلئ (الدكان) بمواد متنوعة بقيمة مليوني ليرة سورية بعد دورة ريادة الأعمال في مركز الدير وهو (الدكان) الوحيد في القرية والقرى المجاورة، وبذلك خفف أعباء التنقل للأهالي للحصول على حاجات ضرورية.

 

باسم آغا خليل من قرية الميدان، قبل التهجير كان لديه محل حدادة، بعد العودة إلى منزله قدّم له ديرمار يعقوب المقطّع معدات وأدوات ليعود إلى العمل ويستعيد مصدر رزقه بطريقة أفضل بعد أن شارك بدورة ريادة الأعمال في مركز الدير. الأستاذ رامي معلا من قرية بيت فارس عاد إلى قريته بعد تحريرها بفضل الجيش العربي السوري وبعد معاناة من تكاليف الإيجار والتنقل بعام 2017 دون قدرة مادية على ترميم منزله، وأشاد بعمل مركز ديرمار يعقوب بترميم منزله وجودة الترميم (كهرباء صحية، نوافذ، أبواب وجدار تهدم من قذيفة) مؤكداً: إنه كان من المستحيل أن نرمم منازلنا لولا تدّخل الدير لدعمنا ومساعدتنا.

بدا الاستاذ رامي راضياً ومقتنعاً باستبعاده من المنح واعترافه بحسن اختيار الدير لفئات مستهدفة للدعم بناء على أولويات الأشد حاجة، بمصداقية وثقة. عادل زينب: من قرية الميدان بعد العودة إلى منزله استفاد من المشروع الزراعي منحة معدات زراعية وبذار شتوية وصيفية، زرع البذور الشتوية وكان الموسم جيداً، وحالياً البذور الصيفية تحولت في المساكب إلى شتول ليزرع قسماً منها والباقي يبيعه، وأبدى إعجابه بنوعية وجودة المعدات الزراعية التي قدمها الدير من ماركة (توتال) ومنها (مرش مبيدات يدوي، مقص تقليم طويل وقصير، منشار خشب يدوي، مجرفة مثلثية، منشار قوسي، شوكة، مشط، فأس، رفش زراعي، فقازات زراعية، عربة نقل يدوية، قصاصة عشب آلية (عشافة)، خزان ماء بسعة عشرة براميل، خرطوم سقاية، جزمة، سماد NPK، بقيمة مليوني ليرة سورية. الشابة رؤى زملوط من قرية الروضة تعمل ضمن فريق متطوعي وصول من مركز ديرمار يعقوب المقطّع مهمتها التواصل مع الأهالي لرصد الاحتياجات ونقلها إلى مركز الدير، وتعريف الأهالي بخدمات المركز مع استهداف الفئات الأكثر حاجة (كبار السن، الأطفال، الأرمل، الأيتام، ومن لا دخل له للعيش) شكرت رؤى المركز لمنحها فرصة عمل منذ سنتين ساعدتها في تحسين ظروفها السيئة ومساعدة أهلها.

وداد إبراهيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار