الوحدة : 27-4-2022
شهدت أسواق العيد اليوم ارتفاعاً ملحوظاً في زوارها والمستفيدين منها إن كانوا من ( البائعين أو الزبائن) ،فالأسواق بدكاكينها المختلفة الأصناف والأذواق (ثياب،حلويات، دمى وألعاب، زينة وماكياج)، ولو ببسطات و بعربات ” تجري لمستقر لها ” جانب دكان أو طرف رصيف حتى تصفيف شعر وصبغة وقصات، ليلبسهم العيد من الرأس ولأخمص القدمين، ويقولون جميعهم: (يا رب العباد ). في سوق العنابة مثلما يقولون:( لا تقدر أن تحط قدمك فيه من عجقة الناس) ، فهل لأنه سوق شعبي والأسعار تنزيلات ؟ أم حلا تقول : اعتدت أن آتي إلى هذا السوق لأنه يتناسب مع أصحاب ذوي الدخل المحدود، ونجد فيه كل الأصناف والموديلات التي تطرحها ” العبّارات” وتشابهها بالألوان،وهي صناعة وطنية ويجب علينا تشجيعها ليقوم اقتصادنا من جديد وترجع أيام زمان،أخذت فستاناً لحلا ب٢٠ألف ليرة ( وما أحلاه ). سحر شابة جامعية تخرج مع رفيقاتها وبيد كل منهن كيس مرتب ونظيف مزركش اسم المحل عليه بالألوان ،وهو للألبسة الأوربية المستعملة، وليس كيس خضار كما في محلات البالة المقبية التي يقبع فيها الغث والرث، وأشارت أنها انتقت أجمل البلوزات وعلى الموضة (شيفون) بتنزيلات سعر الواحدة ١٠آلاف ليرة فقط بينما الجديدة في المحلات ب٥٠ ألف ليرة وما فوق،وهذه البالة من النخب الأول ثياب جديدة (بورقتها ). الطفل أحمد يقفز إلى الأعلى ليمسك بأرنب أعجبه، معلٍق على واجهة باب المحل وأمه تشده وتصرخ به، قائلة :البائع يأتي إليك به والسعر في أخذ ورد، سبعة آلاف، لا يكفي خمسة فهو صغير.أما أخته سوسن الصغيرة فهي مشغولة بالزينة وتقف حائرة بين ألوان وأشكال زينة الشعر حيث ربطات بأزهار و(هالو كيتي) وعلى اليمين أقواس ودبابيس شعر وأطواق وأساور، لا تعرف ماذا تختار ؟ فجميعها جميلة ومناسبة لشعرها الأشقر الطويل، ولكن الأسعار تتأرجح بين (٣٠٠٠ – ٥٠٠٠ ) ليرة، فكل قطعة لها سعرها فماذا يبقى في الجيب لثوب العيد ؟ بل ماذا يبقى للحلويات ؟ تقول والدتها ابتسام وتضيف : العيد لا يكتمل إلا بالحلويات، وفرح الأولاد بكل جديد من الثياب والألعاب،صحيح أن الأسعار مناسبة للواقع الذي نعيشه لكن الراتب ضعيف ويعجز عن تلبية كل طلبات ورغبات الأولاد،وهم لا يعلمون ذلك ولا يكترثون، ويريدون أن يشتروا السوق بحاله . البائع أبو سومر أشار بأن السوق اليوم يشهد انتعاشاً كبيراً لم يشهده من قبل، وكل الناس تريد فرح العيد بعد تعب سنين عجاف، وأرهقنا الحال،والأسعار مناسبة بلوزة الصبي ١٨ألف ليرة والبيجاما (شورت وبلوزة قطن بلا أكمام ب٢٠ ألف وبنص كم ب٢٥ ألف ليرة) وعلى هذا المنوال، فنحن نريد بيع بضاعتنا المكدسة على الرفوف ونحاول أن ننزل عند رغبة الزبون بسعر القطعة إلى حد مقبول يرضي الطرفين ليخرج من عندنا راضياً (والله يجبر بخاطر الجميع ). شباب ينادون من بعيد وقد فرشوا بضاعتهم على الرصيف(جوارب وداخليات وثياب أطفال) بألف وألفين، والأولاد يبدون امتعاضهم وقد يبكون إن اقترب منهم و من بسطاتهم أحد الوالدين ويشدون على أيديهم ويقولون: ( لاأريد عن الرصيف) .
هدى سلوم