الوحدة : 27-4-2022
الثروة الحيوانية من أهم الثروات الوطنية، وهي جزء من الاقتصاد الزراعي وركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني، وتلعب دوراَ كبيراَ في تحقيق الأمن الغذائي وخلق فرص عمل كثيرة لسكان الأرياف، والمساهمة في عملية التنمية الشاملة والتخفيف من وطأة الفقر. بدأت أعداد الثروة الحيوانية (أبقار – أغنام – ماعز) بالتحسن بعد عودة الأمن والاستقرار إلى الكثير من المناطق على امتداد الجغرافيا السورية، لكنه يوجد هناك الكثير من الصعوبات والمعوقات التي تعوق تطوير الثروة الحيوانية وزيادة أعدادها، مثل ضعف الإمكانيات المادية ونقص المهارات والمعارف في عملية تربية الحيوان، بالإضافة إلى المشاكل المرضية الناجمة عن المناخ وانتشار الحشرات الناقلة للأمراض (طفيليات داخلية وخارجية من قمل وقراد) وما ينجم عنها من إصابة بالطفيليات الدموية والمعاناة مع الحشرات الماصة للدم وما تنقله من عوامل مرضية وفيروسية وجرثومية وطفيلية وتنقل الكثير من الأمراض السارية والمعدية بين الحيوان والإنسان , وضعف قدرة المربين المادية على مكافحة هذه الآفات التي تسبب لهم خسائر مادية كبيرة نظراَ لارتفاع التكاليف وصعوبة عزل العوامل المسببة لها والانخفاض من الإنتاجية. الماشية مصدر دخل جيد إذا عرف المربي كيف يديرها , يجب تطوير أسلوب تربية المواشي ودعم الأسر المربية والمنتجة للنهوض بها، وتوفير الغذاء والمرعى وإنتاج الأعلاف المختلفة بأسعار مناسبة، وتزويد المربين أصحاب الحيازات الزراعية ببذار النباتات العلفية الخضراء بمختلف أنواعها واستيراد الخلطات العلفية المختلفة وتغطية الطلب المحلي عليها، وإطعامها الأعلاف المركزة والأتبان على مدار العام، إضافة للاعتماد على الرعي من الغطاء الأخضر الطبيعي في فصلي الربيع والصيف، والاعتماد على نفايات المحاصيل الزراعية والمراعي للتخفيف من استهلاك واستيراد الأعلاف. يجب الاهتمام بصحة الماشية والتقصي والكشف المبكر والعلاج والمتابعة لجميع الأمراض، وإعطاء التطعيمات التي تساعد الماشية على مقاومة الأمراض وعزل العوامل المسببة لها والتقليل من نسبة النفوق، وتأمين الأدوية البيطرية واللقاحات المطلوبة والمضادات الحيوية والكيميائية وإنتاجها محلياَ وتوزيعها على المربين لمقاومة الأمراض، وتزويد المخابر البيطرية بالوسائل التشخيصية (حاضنات جرثومية – الاختبارات المصلية لمعالجة مسببات الإجهاض) لما تسببه من خسائر كبيرة للمربين، وتأمين وحدات بيطرية متنقلة مجهزة فنياَ للتشخيص والعلاج والتدخل الفوري عند الحاجة، ورفد قطيع الثروة الحيوانية برؤوس جديدة محسنة وراثياَ (أبقار – أغنام –ماعز) واستيراد البكاكير والحوامل والسلالات العالية الإنتاجية للحليب واستخدام التلقيح الاصطناعي للمساعدة في التأقلم مع البيئة المحلية، ومقاومة الأمراض المستوطنة والحد من آثارها واستخدام التزاوج فيما بينها لتحسين صفاتها الوراثية والوصول إلى ثروة حيوانية ذات صفات وراثية قوية. علينا تطوير قطاع الثروة الحيوانية وإحداث قاعدة بيانات لها لتنفيذ أعمال الترقيم والتسجيل لقطعانها ومراقبة الأداء الانتاجي لها للوصول إلى خارطة رقمية وطنية لقطعان الماشية في سورية، وفتح باب الترخيص أمام منشآت تربية الحيوان في جميع المحافظات ووضع البرامج الإنمائية الأكثر فعالية، وتعزيز مشاركة مربي الحيوانات ومنتجاتها في الأسواق والمعارض والفعاليات والأنشطة المختلفة، وتأمين وحدات تصنيع منتجات الألبان والأجبان الصغيرة والمتوسطة لمساعدة المربين في تسويق منتجاتهم.
نعمان إبراهيم حميشة