الوحدة 23-4-2022
لأنّ من يكتم الشهادة ( أثيمٌ قلبُهُ)، ولأن الصحفيّ شاهد (يشوف) حاجات كثيرة.
من هنا يفرض الواجبُ الدّلوَ بشهادةٍ أمام .. أمام صفحةٍ تطير في الفضاء الإلكتروني. وبذا يتم التحرر من الإثم، وترتفع شكوى المظلومية صوبَ العادل، وعند الظلم تتقلّص المسافة بين السماء والأرض.
وهل من ظلم ٍ يفوق تكريم آكل الحقوق ؟!
كأنّي بالقارئ يتساءل : ما الحكاية ؟ من ؟ ماذا ؟ لماذا ؟ كيف؟ أين ؟ متى ؟
من دون تعرُّجٍ نقول : لقد جرى تكريم فرع السورية للتجارة خلال تعاطيها بشأن تسويق الحمضيات .
إنّي لأسمع صوت متلقٍّ يقول : الله يطعمك الحج والناس راجعة .. ما الأمر المستغرب؟
وأسمع آخر : لماذا الحمضيات دون غيرها ؟ لابدَّ أنّك منتجٌ لها.
جواباً أقول : حقاً .. لقد دعونا النحاة – غير مرّة – لحذف علامات التعجب.
وبالفعل محسوبكم يكابد في حقلين هما : الصحافة والحمضيات.
لكنّ الحالة هنا تندرج في سياق العام أكثر من الخاص، إذ يندر في هذه المحافظة وجود شخصٍ مقطوع الصلة مع هذا المنتَج، حتى بائع الحلويات له علاقة به، فلا رواج للحلو دون ازدهار الحامض المحرّكِ لدولاب الاقتصاد عندنا.
إذاً اسمحوا لي أن أنطق بالحق في أعقاب تجارب زملائي المنتجين مقترنةً بتجربتي الشخصية، مستعيناً بأشد عبارات الشجب،لأنَّ التكريم كان من نصيب أصحاب نفوس(حامضة)؛تسلّم عليهم في رمضان، فيأتيكَ ردُّ السلام خافتاً باهتاً في شوال.
تسأل عن حقوقك فيجيئك الجواب جافاً .. معطراً بمعسل الأركيلة .. مبهماً.. غير واضح، أو من خلال فواتير مشرشرة .. ممزّقة .. مهشّمة .. أصغر من ورقة السيجارة.
وفوق هذا فهم لا يقيمون وزناً للوزن ، ولا للقسطاس.
عديدُ الفلاحين شكا من ضياع ثمن كميات كبيرة من إنتاجه وغالباً ما يكون الجوابُ : نواتج الفرز هي السبب نحن نفرز بدقة، وأيةُ دقة مادام الفرز يتم في غياب صاحب الرزق وبعد أيّام من وصول المنتج، بعض الفلاحين أرسلوا اليافاوي وكانوا يتفاجؤون بإسقاط ثمن كمية من الكريفون ومن أنواع لم تُرسَل أصلاً .
من جهتي دققتُ – مرةً – في هذا الجواب وأجريتُ عمليةً حسابية فطرحتُ نواتج الفرز من الوزن الصافي، وظلَّ الفاقد كبيراً. وعندما أمعنتُ في تتبع حقي جاءني الجواب : هَبْ أن الفاقد (حسنة) أو نفقة في رمضان !
فتساءلتُ عمّا إذا كنت في مركز تسويق .. أم ؟!
لؤي درويش