الوحدة 23-4-2022
أن تجعلك الحاجة تخلع عنك نقاب الحياء وتسير سافر الوجه معلناً تعابير وتفاصيل تفاصيلك، مبتسماً بدمعة محجرة في مآقيك لذلك الذي يحاول سد بعض رمق من تلك الحاجة الماسّة التي استوطنتك كسرطان يأبى السكون، لهو أمر محزن.
لقد بات كل ما حولنا طبيعياً ومألوفاً، فالكاميرات في كل يد تلتقط الأنفاس بشهيقها وزفيرها، وتوثّق تبديل اللباس وصنف الطعام ولون الشعر ومكان الزيارة وطول الظفر ونوع العطر وسعر الهدية ومكان الوشم وأول قبلة وآخر موعد ووووو.
لكن أن توثق خلع النقاب الخَجِل من عرض الحاجة وارتداء أقنعة الرضى بها، لهو أمر مشكوك فيه.
انظروا إلى الأعين فهي الصادقة الوحيدة، فلغتها لا تترجم إلا بمعنى واحد يفهمه الجميع.
من يريد أن يساعد يستطيع ذلك دون اللجوء للاستعراض، لم أر أو أسمع أو أشاهد وبالتحديد خلال هذا الشهر الفضيل إن كان على أرض الواقع أو على وسائل الإعلام بكل أنواعها مهما كان عمر أو جنس أو بيئة المتلقي للهدية أو العطية أي قبول منهم بها، ولم ألمس إلا دموع القهر والذل التي خرجت بنبرات أصواتهم ونظرات عيونهم.. احفظوا كرامات من تهبوهم مما رزقكم الله، وحرام أن تجاهر يدكم اليسرى بما وهبت اليمنى وتسفكوا ماء الوجوه.
لا تمدوا السُّفر على الأرصفة، ولا تصوروا برامج يُقال عنها لفعل الخير على الملأ، ولا تطرقوا أبواب الفقراء بكاميراتكم لتهبوهم بعض طعام، ولا ولا ولا..
من أراد فعل الخير فليفعله بالسر، ورب الخير يعوضكم بالعلن.
احفظوا كرامات العباد وأعرضوا عن أذى المشاعر، فدموع المقهور تُذرف على وسائدهم ليلاً، ووحده ربهم من يكفكفها.
خذوا كاميراتكم وارحلوا.
ميساء رزق