الوحدة 16-4-2022
ضمن الفعاليات الثقافية الدورية التي تقيمها مديرية الثقافة باللاذقية،هناك العديد من النشاطات المحلية التي تشرف عليها وترعاها، بما تحاول تأمينه لكل مستلزمات العمل الثقافي المقام، والملاحظ البعد عن المجاملة من أصحاب الفعاليات ،والشكر الصادق من القلب لمديرية الثقافة باللاذقية لما تبديه من تعاون وتقديم المساعدة بتذليل العقبات التي تعترض سير إنجاح النشاطات ، فكيف يمكن لهذ المديرية في هذا الظرف الصعب الذي تمر به سورية والإمكانيات الضاغطة أن تنجح في تلك الأعمال المقدمة سواء أكانت موسيقية أوسينمائية أو مسرحية، وتقدمها بطريقة جميلة ولافتة والأهم احترام عقل أصحاب الفعاليات والمتلقي بآن معاً.
حول هذا الجهد الواضح والذي يثني عليه أصحاب الفعاليات المقامة، كان لنا هذا الحوار مع مجد صارم مدير ثقافة اللاذقية في ختام مهرجان أليسار المسرحي :
* كيف يمكن لمديرية الثقافة التعاطي مع الفعاليات المحلية وتعاونها لإنجاح المطلوب؟
– بالمحصلة كل الأعمال التي تصب في بوتقة الثقافة وكل النشاطات التي تدعمها مديرية المسارح والموسيقا أو مديرية الثقافة إنما يعملون بتوجيه وزارة الثقافة، ونحن بدورنا نحاول قدر المستطاع وبكل عزيمة التعاون معهم وتقديم إمكانياتنا كافة لإنجاح الفعاليات. ونجاحهم هو نجاح لنا جميعاً.
* كمثقف ومتلقٍ مارأيك بما قدم خلال هذا المهرجان؟
– العروض كانت جميلة، رغم أنها متفاوتة المستوى، فليس الكل في نفس الموهبة او درجة الخبرة والتعاطي مع التقديم المسرحي، البعض منهم في بداية طريقه المسرحي، بينما البعض الآخر له سنوات قليلة أو عديدة وطويلة من التمثيل والأداء على المسرح، لكن هي فرصة لهؤلاء الشباب ليقدموا ما عندهم من طاقات فنية تحترم، وتفعيل للحركة المسرحية في المحافظة وتنشيط لها، لأن الشباب كادر مهم وخطة أساسية لوزارة الثقافة، حيث اهتمامها الرئيسي تسليط الضوء على المواهب والإبداع في كافة المجالات ، لذلك فمهرجان أليسار المسرحي هو فرصة لمجموعة كبيرة من الشباب الموهوبة التي قدمت أربعة عروض، كل يوم مجموعة شابة أتيح لها الوقوف على خشبة المسرح، وأداء الشخصيات على المسرح ليس بالأمر السهل أبداً. لذلك سلطنا الضوء على مجموعة أتمنى أن نراهم في المستقبل نجوماً مسرحيين حقيقيين ، لأن المسرح مسؤوليتنا جميعاً لأننا كبرنا معه وأعماله ساهمت بتشكيل الوعي الثقافي لأغلبنا، وبالتالي أمر مهم وواجب علينا الاهتمام به ودعمه للمحافظة على الإرث المسرحي السوري.
* المسرح هو لقاء مع مرآة، مرآة ذات و مجتمع وعالم، من خلال عملك وخلال هذه السنوات التي خلت، كيف رؤيتك لما قدمه المسرح وهل قارب الواقع السوري؟
– أنا لست اختصاصياً في أدوات النقد المسرحي. لكنني كمتذوق للفنون ومتعاطٍ ٍمعها وخاصة المسرح، المثقف السوري حاضر ومتواجد،نلاحظ اليوم وجود شريحتين،شريحة شابة تشق طريقها بالعمل المسرحي وشريحة أخرى هم مسرحيون كبار لهم تاريخ بالعمل المسرحي وناقدون مسرحيون يحضرون هذه الفعاليات ويتابعونها، أي جيل شاب يحتاج لصقل موهبته وجيل مخضرم لذلك عندما يجمع المسرح هاتين الشريحتين وهذين الجيلين هو أمر حيوي مهم وصحي للعمل المسرحي بشكل عام ليعود ويستمر ألق المسرح، ولكن كما نرى جميعاً هناك بعض الركود في الأعمال المسرحية بشكل عام في اللاذقية ،وهذه القدرات الشابة معقود عليها الأمل لتنشيط الدور المسرحي الهام في سورية .
* بشكل شخصي وأنت تمارس عملك وسط كل النشاطات الثقافية، اي جانب ثقافي تستهويه وتحبه بشكل شخصي؟
– يستهويني المسرح وليس لأننا اليوم في حضرته، فالمسرح له خصوصيته، هذه المساحة التي نعيش معها حقيقة قريبة منا، فمثلاً التلفزيون أوالسينما كفن سابع جميل ولها أدواتها القوية المؤثرة أراها خلف الشاشة وقد تعاد الحركات والمواقف أكثر من مرة ، وأيضاً الموسيقى هناك الصوت الجميل مع الفرقة الموسيقية، كذلك الشعر والأدب بشكل عام ومختلف الفنون التي لها بصمتها الإبداعية الرائعة، لكن المسرح حي و حيوي، مباشر لا يحتمل الإعادة ،نراقب معه كل تفصيلة،وأشعر معه بحالة من القرب أكثر.
سلمى حلوم