الوحدة:12-4-2022
يبدو أن سفرة رمضان هذا العام ليست بأفضل حال مما عاناه المواطن من ضغوطات الطقس المتواصلة وتقلّباته المناخية القطبية، إضافة لما رافق هذه الحالات من تشوهات “فكرية” منزلية تتلخّص بعضها بضعف الإنارة والتدفئة وضغوطات متواصلة على الجيوب والأهم من كل ذلك كيفية توزيع المصروف المنزلي، إضافة إلى مشاهد الحرب التي اخترع أسبابها ممثل فكاهي أوكراني، وتكالب دول عدة كانت تضمر شراً مستطيراً لمحور الخير المتبقّي، فكان لتلك الحرب ارتدادات وانعكاسات أصابت معظم المجتمعات فأخذنا نصيبنا عبر ارتفاع الأسعار على السلع القادمة من البحر فأصابت عدواها مواد أخرى زراعية محلية لم تكن بالحسبان كالبندورة والحبوب بأنواعها.. لكن ما يهمنا في هذه الأثناء هو احترام الشهر الفضيل والثبات قدر المستطاع مع متطلبات الأفراد الصائمين لساعات طويلة، وخاصة من أصحاب الطبقة الفقيرة وأطباقها الرمضانية الأفقر، ومن خلال تلك التداعيات فقد أُصيبت شريحة كبيرة من الناس بألوان الفقر الأعمى الذي لازم بعضها ممن اضطرتهم ظروف الحرب ليكونوا ضيوفاً من محافظات أخرى على مجتمع أبناء القهر والفقر، فهؤلاء الضيوف تحملوا آلام فقد منازلهم وتشتّت أبنائهم على جبهات متعدّدة، لذلك سيكون هذا الشهر علامة فارقة لسنين طويلة لن تُنسى، عنوانها العريض فقر وفقدان مواد غذائية وغلاء بغيض، وموائد فارغة من الغذاء لبطون خاوية لساعات طوال، فهل سيكون الضمير الحي موجوداً لدى جمعيات أهلية وتُجّار وصناعيين ميسوري الحال وغيرهم من أصحاب الأموال الصفراء، فيكونوا عوناً وسنداً لفعل الخير متلازمة الشهر الفضيل، والقيام بتقديم ما أمكن لإرضاء أنفسهم أمام خالقهم، فعسى يوم الحساب يكون رحيماً.
سليمان حسين