الوحدة 11-4-2022
يبدو أن مائدة رمضان هذا العام ستكون فقيرة نسبياً خصوصاً لذوي الدخل المحدود، فالضائقة المادية التي تلاحق الجميع بسبب الغلاء وارتفاع أسعار السلع كافة ستكون محط حسابات وتأنٍ كبيرين، ولهذا سيكون هناك دراسة اقتصادية يشارك فيها جميع أفراد العائلة للوصول إلى نوعين أو ثلاثة على الأكثر تُرضي أذواق الصائمين لساعات طويلة، خاصة مع بدء ارتفاع درجات الحرارة وضغوطاتها التي ستنعكس على الجسم، لذلك يُفترض البحث عن طعام يكون مناسباً لا يتطلّب استهلاك الماء والشعور بالعطش، غني بالخضراوات المتنوّعة والشوربات.
ومن حي قنينص شاركتنا إحدى ربّات المنازل الصائمات هذا الموضوع بحسرة، فقارنت سفرة اليوم بمائدة ما قبل الأزمة التي عصفت بالبلاد، فتقول: كنّا نشارك جميع أفراد العائلة بما يرغب من طبخة مفضّلة لديه، وبهذا تصبح السفرة عامرة بما لذّ وطاب، والجميع يتشاركون خيارات الآخرين، أمّا الآن فقد خرجت من منزلي واضعة بالحسبان تحضير طبخة يتناولها الجميع بنَهَم وهي الملوخية إلى جانب الرز بالشعيرية، فقد وصلت كلفتها وتوابعها مع (الّلحمة) مع كيلو لبن لحدود ٢٥٠٠٠ ل.س، وهي تعدّ من المأكولات الشعبية لدى جميع المجتمعات، والحديث يطول حول ما يمكن تقديمه على السحور الذي لا بُد منه نظراً لطول ساعات الصيام، وهنا نحن بعيدون جداً عن تناول الفاكهة وشراء التمر بحذر شديد نظراً لما لحقه من ارتفاع بسعره كغيره من السلع الأخرى، وما على الفقراء وسفرهم إلا التضرّع إلى الله بهذا الشهر لتعود الأحوال كما كانت وتستقر أطماع ذوي التجارات بربح معقول، لأن الأحوال والمعيشة أصبحت مؤلمة حتى لذوي النفوذ المادي الذي كان يُعد متوسط الدخل.
سليمان حسين