الوحدة 9-4-2022
صار واضحاً أن الموبايل..سليلَ التلفزيون بدأ بسحب البساط،وراح يعدُّ العدّة لتجريد أبيه من ممتلكاته وامتيازاته.
الابن العاق صادر من الشاشة الفضيّة علكةَ العين،
و وفّر مهابطَ للصحون الطائرة عن موائد الفقراء : برامج طبخ ونفخ..كعكات غذائية وسياسية.. نشرات ٌ دوائيّةٌ وإعلانية..نجومٌ مصنّعةٌ تضيئها أقمار صناعيّة.
عالم مزدحم بالفتن والغرائز البهيميّة..عالمٌ انشطاريّ يفرّخ المواقع بطريقةٍ انفجارية.
(الفيس بوك) وحدَه جعل كلَّ سكان المعمورة صحفيّين،فأغرقوا الحقائق في الكاريبي والظلمات.
من جهتنا نحن لازلنا نتحدث فرحين عن مواقع التواصل، دونَ تحديد مراميها :هل هي أداة للعولمة..أم الفوضى الخلاقة؟
ما نعرفه هو أن العالم أصبح تحت أصابع ليس فيها أنامل.
ونستعين بلغة المجاز فنقول:هذا عالم الاتصال البارد والتشيؤ ،واغتراب الإنسان عن أهله وذاته.ولازلنا ننتظر قصيدةَ مدح للإنترنت وللجمل، تنطلق من إحدى سباقات البواشق.
لؤي درويش