الوحدة : 7-4-2022
من أهم الطقوس الرمضانية التي كنّا ننتظرها كما ننتظر وقت الإفطار هي مشاهدة البرامج والمسلسلات التلفزيونية المتنوعة، وبدون منازع، كانت القنوات السورية في مقدّمة الخيارات محلياً وعربياً نظراً لاحتواء الدورة الرمضانية المقرّرة على سلسلة مزدانة بأهم العروض الاجتماعية والتاريخية وكذلك المعاصرة على هذه الشاشات الوطنية، حيث يفرض علينا التقنين الكهربائي متابعة مشوّشة متنقّلة لأجزاء وحلقات مفقودة البداية وكذلك النهاية لأي محطّة، فيتحتّم علينا خياراً واحداً لا غير، وبحكم البحث عن أحد العروض التي تسمح لنا الكهرباء متابعتها، كان هناك توقّف اضطراري على محطّة عربية تعرض برنامج مغامرات سنوي لمهرّج مصري تحت عنوان (رامز موفي ستار) وهو عبارة عن نسخة سنوية لمشروع غاية في الضخامة والتكلفة الإنتاجية العالمية، خالٍ وفارغ من أية مضامين سوى الاستخفاف بالضيف، ولجذب المتابعين والإعلانات، تم تزويد برنامجه بفنّان عالمي هو أحد أعمدة الأفلام الخرافية الأكشن التي يرغبها الشباب اليافعون، بمساعدة فريق ضخم من صنّاع المتفجرات والمشاهد الخطيرة في صحراء قاحلة، وقد تم بناء شبه مدينة هوليودية احترقت داخلها أموال ضخمة لممارسة تلك المشاهد التي تنتهي فقط بإخافة الضيف ودبّ الرعب بأوصاله وتبادل الشتائم والّلكم بسبب الأدوات التي ترافق تلك المغامرة الفارغة من أفاعٍ وأصوات انفجارات وغيرها، بغضّ النّظر عن الأعمال الأخرى المحترمة الهادفة من خلال الدراما المصرية ومنافستها الفريدة وهي الدراما السورية التي أخذت المقدّمة لعدّة دورات رمضانية سابقة آخذين بالحسبان صعوبة المرحلة وتنفيذ الأعمال وتشتّت (بعض) الفنانين السوريين ولحاقهم بركب القنوات العربية الثرية التي لم تضف عليهم سوى الإقامة والمال، بالمقابل سطوع نجوم شباب بدلاء محليين بكفاءة عالية أثبتوا أهميتهم على الساحة الفنية الوطنية الملتزمة ووضعوا لأنفسهم مراتب جديرة بالاحترام.
سليمان حسين