الفنان فايز صبوح مع المسرح وتحت الضوء

الوحدة: 6- 4- 2022

 

في تتابع الحكايا وأي حكايا؟

إنها الحكاية السورية التي ما فتئت تعلن الشمس أبديتها، وفيض من ظلال تعانق الأفئدة عند كل ارتحال، رِحَلٌ تجوب الروح في تجوالها الحثيث إلى حيث استكانتها صوب المرايا حين تكتشف الأقنعة، يصدق البوح وعند بوح وفيّ ونقيّ يقف الفنان فايز صبوح يدير الزوايا والمرايا على وجوهنا العابثة، تتضح الرؤيا ليصدق القول…على خشبة ترتفع، تعلي الصوت نكون نحن أو ربما لانكون، في كل الأحوال مازال السؤال لا يهدأ، والإجابة لا تكتفي لهذا نقف في حوارنا اليوم مع الفنان فايز صبوح مع تاريخه الحافل بالعطاء فهو الممثل المتميز والمخرج ومعدّ السيناريو، بصمته حافرة على خشبة المسرح، معه نحاول أن ندير المرايا أكثر: –

 ونحن في أيام احتفاليات المسرح العالمي والمحلي، إلى أين آل مآله؟ وبرأيك ماهي أسباب حال المسرح حالياً؟

* كانت احتفالية يوم المسرح لهذه السنة صادمة حقيقة، نحن والجمهور ذهبنا وكلنا رغبة بمشاهدة عرض يليق بيوم المسرح، للأسف كانت العروض أقل من متواضعة وهذا رأيي الشخصي، تمنيت لو أنهم احترموا كبرته أي لأبي الفنون, المسرح ليس بحاجة لاحتفالاتهم المسرح بحاجة لخشبة تليق بتعب الممثلين, وكل الظروف المرافقة ليوم المسرح قاتمة، للأمانة شعرت به يحتضر في يوم عيده.

– المسرح مرآة،هل فقدنا صدق المواجهة؟

 *نحن كشعب مجروح ومخذول رويداً رويداً، نفقد مواجهة الذات على خشبة هذه الحياة، نحاول جاهدين لملمة ما تبقى منا ليبقى المسرح مرآة لأحداث نعيشها بأسلوب فني يأخذ الجمهور إلى أماكن ربما تعيد لنا وله بعض من توازنه, لكننا مشارفين على نهاية الخط.

– تمتلئ بيوتنا وشوارعنا وزوايانا بالحكايا والحكايا، أين النصوص التي تروينا على المسرح؟

 *الحكاية أو النص المسرحي يبقى سجين أوراقه بلا أي حياة، حتى يأتي مخرج ما وينفخ به الروح على خشبة المسرح، حكايانا طي الكتمان بسبب قلة النصوص المسرحية المحلية، وهذا ما دفع بنا إلى اللجوء لنصوص مترجمة لكتاب عالميين, أو إعادة إخراج نصوص لكتابنا المسرحيين كممدوح عدوان وسعد الله ونوس ووليد إخلاصي وووو…كعرضي ” كلب والآغا”وكلب السفير للكبير ممدوح عدوان.

 -في عصر التكنولوجيا والانترنت، هل لخشبة المسرح محلها بعد؟

 *مهما بلغت إغراءات النت والتكنولوجيا لن تستطيع سحب البساط من تحت (أبو الفنون), وأكبر دليل كثافة الجمهور في العروض المسرحية، بالرغم من محاولة البعض لإلغاء دور المسرح والدليل على ذلك أننا بلا خشبة مسرح منذ ثلاث سنوات, فبروفاتي في عرض كلب السفير كانت في الحدائق والأزقة وكريدورات دار الأسد للثقافة, وهنا يخطر ببالي سؤال ..أين دور القائمين على المسرح ” المدراء ” في أي كوكب يعيشون ! هل من المعقول أنهم لا يدركون دور المسرح في المجتمع.؟ يا سادة : المسرح نور ..أخلاق ..فكر ..المسرح أكثر بكثير من أبي الفنون، في المسرح نكيل بمكيال واحد وليس بعدة مكاييل، فالمسرح صدق وشفافية مع الجميع.

– الملاحظ تعطش الجمهور السوريّ للفنون وخاصة المسرح، وهذا الحضور الجماهيري للمسرح إنما يطرح السؤال، أين صّناع المسرح وأدواته؟

*ذكرت بان الجمهور رغم كل الظروف هو حاضر بقوة في صالة المسرح وهو شريك أساسي في أي عرض مسرحي, الممثل يحلّق عالياً بفضاء المسرح الواسع بقدر تفاعل الجمهور معه، فالنتيجة مباشرة بلا اي وساطة أو واسطة.

 -وسورية في هذه الجراح، أين هو مسرحنا حيث يجب أن يقوى على الجراح؟

* المسرح موجود رغم كل الظروف التي نمرّ بها نحن كشعب ويمرّ بها هو, كنا نلعب على خشبته إيماناً منا به وقذائف الإرهاب تسقط بالقرب منا, منذ آلاف السنين حاولوا قتل المسرح بأكثر من طريقة, وحتى اللحظة هناك من يساهم في ذلك لكنهم سيفشلون، ربما يخفت نور المسرح لكنه لا ينطفئ.

– ماهي آخر أعمال الفنان المتميز فايز صبوح مسرحياً وفنياً، وماذا ننتظر؟

 *مسرحية كلب السفير كانت آخر أعمالي المسرحية، والآن في طور التحضيرات الأولية لعمل مسرحي يفصح عنه في الوقت المناسب.

أخيراً وليس آخراً لابدّ من رفع الصوت عالياً للمطالبة بتحسين واقع المسرح والمسرحيين، فنحن على حافة الهاوية إن لم نكن فيها، فالكم ليس مقياساً لصحة المسرح ولن يكون.

كل عام والمسرحيين الأنقياء والرجال والشرفاء بألف خير ..عاش أبو الفنون.

سلمى حلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار