وســط الضـــجيـج لابدّ من أنيـــــس

العدد: 9319

25-3-2019

لست غير من رفاق وأهل الرفق بالحيوان، لكني لا أتصور ولا أجد في نفسي أربي كلباً أو قطاً ولست من هواة الأمر، حيث تنتشر اليوم ظاهرة اقتناء الكلاب بأنواعها والخروج معها كرفيق للتنزه والمشي السريع في الطرقات والأماكن العامة وحتى أنها تدخل إلى المقاهي والكافيتريات، وليس فيها موضة أو بريستيج، حيث اعتاد الناس على تربيتها منذ غابر الأزمان كانوا في مزارعهم وأمام بيوتهم وسكنهم لأجل الحراسة وتنبيههم بأي زائر قادم أو خطر كان، لكنهم اليوم يعفون عن هذه المهام ليكونوا فقط رفاقاً وأهلاً يسكنون بيوتنا ويأكلون طعامنا .

نوار – طالب طب قال: أنت بحاجة لأنيس وسط ضجيج المدينة وزحامها ومتاعب الدراسة، ولي رفاق وأصدقاء فيها، أسكن لوحدي بالآجار، فأهلي في قرية تبعد عن المدينة عشرات الكيلومترات، فلم أجد أفضل من الكلب صديقاً، غير متطلب ولا يدخلني في مشاكل وأزمات، ولا يتدخل بشؤوني ولا يبدي أي اعتراض أو رفض لأمر، فالكلب معروف عنه أنه ودود ويحب الإنسان ومطيع ولا أحسّ بغربتي أو ابتعادي عن الأهل، هي تجربة جديدة ومثيرة للاهتمام أحببت أن أجربها، لكني وجدت فيها بعض المسؤولية والمهام، مثل أنه يجب أن أطعمها وأحممها وأنظف عليها وألعب معها وأخرجها للمشوار، يمكن أن تقولي لي وأنت تلمحين وأشعر بما يدور في خلدك ..لو أحضرت طفلاً وربيته أليس أفضل وأصح عملاً في ظروف استثنائية لبلدنا الجريح، أقول لا.. الطفل يحتاج للكثير من الرعاية والاهتمام لا يمكن لشاب يدرس أن يقوم بالأمر، بداية لا يمكن ترك طفل بمفرده في البيت .أما الكلب فأتركه ويمكن أن تصل ساعات غيابي عنه كامل النهار، فكيف يكون مع طفل صغير يحتاج للطعام والغيارات والاستحمام والحنان كما يحتاج للحمل والدوران به والهز لينام بأمان وغيرها الكثير، الأمر كبير وتتسع مساح صعوبته بدرجات بالتأكيد أحتاج لشريك هنا وهذا عني بعيد الآن ..
كلبي أبيض نوعه جورمان شيبر يسمى الراعي الألماني لكنّ لونه الأصلي بيج على أسود، يربط بالسلاسل للتدريب كالكلاب البوليسية، لكنه يأتي بهذا اللون أكثر اليوم لأجل تربيته في المنازل ، الجيران لا يكترثون لها وليست عدوانية بالعكس تحب اللعب مع كل من تراه ، أعطيتها اللقاحات اللازمة لأجل التحصين والوقاية من الأمراض، وضعت له فراشاً في الصالون، لكن كثيراً ما استيقظت لأجده جانبي ينام، الكلب يحب النظافة، فلهذا أنظفه وأحممه كثيراً وفروه الطويل يمكن أن يتسخ وخاصة عند خروجنا في مشوار، لنعود وأقوم بتنظيف وشطف أطرافه.
أطعمه من طعامي وما في البيت، وقد علّمته كما الطفل على مبدأ الثواب والعقاب ليقوم بما أوكله به، وليس حولها فوضى أو كلام، ولطالما كان الكلب هو الحيوان الوفي للإنسان وسمعنا قصصاً وروايات عن وفائه وحبه وقد يكون أجله وراء ذلك، الكلاب حيوانات ظريفة جداً وقريبة من القلب.

هـدى سلوم 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار