الغلاء أزمة ضمير

الوحدة 28-3-2022

 

صار الارتفاع الجنوني الكبير وغير المبرر في الأسعار ظاهرة يومية معتادة ومألوفة، الغلاء همّ معيشي مستمر يمسّ المواطن ويطال متطلبات حياته اليومية ويؤرق عيشه وأيامه، وهو شكل من أشكال العنف المبطن لصالح انتفاخ الكروش ومضاعفة القروش، يمارس على المواطن العادي غير المستور الحال الذي يعجز عن شراء الكثير من الحاجات الأساسية لارتفاع أسعارها.

هناك خلل كبير بين الدخل الفردي للمواطن والارتفاعات المتزايدة بشكل جنوني في أسعار جميع السلع ومختلف المواد والتقصير غير المبرر في ضبط حالة الفوضى والانفلاش  في الأسواق وصار المواطن ضحية مستمرة للجشع وطمع التجار وقدرتهم على فرض السعر الذي يريدونه بفعل تراخي الجهات الرقابية وغياب الرقابة الحقيقية للسوق والتجار والتلاعب بالأسعار بفعل الواقع الصعب الذي فرضته الحرب والحصار المجرم المفروض على الدولة والشعب السوري.

الغلاء لعبة لجني الأرباح السريعة والكثيرة والطفرة الكاوية والجنون في الأسعار يعود إلى مزاجية التجار لجني الأرباح الخيالية الفاحشة الذين لا يهمهم إلا تكديس الأموال في جيوبهم والقفز فوق القوانين والاستهتار والاستهانة بالقوانين والأجهزة الرقابية الناظمة للسوق واقتناص الفرص واستغلال حاجة المواطن البسيط لتأمين احتياجاته المعيشية اليومية والعزف على وتر ارتفاع أسعار الدولار لرفع أسعار بضاعتهم المكدسة في مخازنهم ومستودعاتهم وعدم الإعلان عن الأسعار وتقاضي الربح الزائد في مختلف المعروضات بعيداً عن التكلفة والمنطق بذريعة ارتفاع أسعار التكاليف والنقل وأزمة المحروقات.

الغلاء يعني اتباع أقصر الطرق لتحقيق أكبر ربح على حساب المواطن المسكين.. يجب ضبط السوق وحماية المنتجات من المستغلين ووضع حد لتلاعب التجار والباعة بالأسعار ومحاسبة وردع كل من يستغل وضع البلد وحاجة الناس، والتلاعب بالجودة والمتاجرة بالمواد التموينية المدعومة كالدقيق والمحروقات والغاز ومعاقبة المتلاعبين بقوت وحاجات الناس وردعهم وتفعيل دور الرقابة التموينية كي لا يبقى شرفياً ومن باب العتب وجبر الخواطر وتسجيل الحضور، ورفع الغرامات والإحالة إلى القضاء والعقاب بالسجن لكلّ من تسول له نفسه العبث بلقمة المواطن.

معالجة الأسباب من أولى مقومات العلاج.. علينا نشر ثقافة الشكوى والمواطن الرقيب لضبط حالات الفساد والغلاء والتلاعب بالأسواق وحماية المواطن من تمادي التجار بالاحتكار ورفع الأسعار والغش في المواصفات ومدة الصلاحية، وتوفير كافة المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن من غذاء وكساء وشراب ودواء وغيرها في الأسواق وبأسعار مقبولة ونوعيات ومواصفات جيدة حماية للفقراء وأصحاب الدخل المحدود لضمان العيش الكريم لهم.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار