مسيرة العقل بين الميتافيزيقيا والعلم

الوحدة: 24- 3- 2022

 

عندما دخل العقل إلى الوجود ارتبط في بنيته، وعزز طاقة البناء في وجوده. فقدرة الوجود العقلي نابعة من قدرة الوجود المادية: فالوعي العقلي يعتبر دليلاً هاماً من دلائل الوجود المادي، والارتباط بينهما متأصل في بنية الوجود ذاته.

وطاقة الوعي مدرجة في بنيته ونابعة عن التلازم الضمني لقوانينه المرتبطة بطريقة تكوينية معززة بطاقة القدرة والمكملة لماهية الوجود نفسه (أنا أفكر إذاً أنا موجود) إنها فكرة ديكارت الناتجة عن التلازم بين الوجود والوعي. بهذه المقدمة استهل الأستاذ: حسن عجمية محاضرته التي حملت عنوان: (مسيرة العقل بين الميتافيزيقيا والعلم)، وذلك في صالة الأنشطة لفرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية.

في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من محاور وأفكار ومعلومات….

بداية أوضح المحاضر: “حسين عجمية” إن الوجود العاقل ارتبط في هذا العالم من خلال العقل البشري في أساسه المادي بالطريقة الحية القادرة على أن تشكل عقلاً قائماً على المعرفة والتذكر لحفظ هذا الإرث المعرفي.

فالفكر غير قابل للقياس الفيزيائي، بينما الوجود المادي يتغير باستمرار، وخاضع للمقاييس الفيزيائية.

والفكر يتنامى ويزداد بشكل مطرد، وهذه الجدلية أساسية في بنية الوجود ترافق متغيراته الدائمة. فالتطور الجاري على البنية العقلية يؤدي إلى تغيرات في الأوضاع البشرية، وطريقة تعامل البشر مع الوجود ذاته. والطريقة العلمية اكتشفها العقل من خلال التجربة البشرية عبر الزمن.

وأشار “عجمية” إلى أن العقل البشري لم يستسلم يوماً إلى نمطية معينة من  الوعي أو المعارف البشرية، بل كان دائماً يشك في مصداقيتها، وهذا ما جعله دائماً يبحث عن الغموض والنواقص في هذه العلوم  المتغيرة.

 وأن  الحوادث تسير من الحاضر إلى الماضي، وينشأ المستقبل من خلال بنية صاعدة تؤسس في اللحظة لتصبح واقعاً قائماً.

 وذكر عجمية (أفلاطون) الممثل لحضارة الإغريق المنهجية فالوجود عنده يعبر عن إنشاءات هندسية ثابتة مكنت الوجود المحض من تحقيق غايته المنيعة على الحواس، والعالم الحقيقي موجود في عالم من الأفكار المتسامية لأنه انعكاس عن صورة ثابتة مثالية ومجردة. أما (أرسطو) فالوجود عنده تطور مثل جنين نحو هدف واضح التكوين.

وقال المحاضر عن الوقت الراهن: بأن البشرية ابتلت بالكثير من العقائد المتنوعة أكثر من أي وقت مضى، ومن أشدها خطراً وشذوذاً العقائد التكفيرية التي لا يهمها من الوجود سوى النمطية التي تفكر بها، والكثير من الجدل الذي يدور حولها بطريقة السفسطة الفارغة.

من جهة أخرى: إن المتغيرات الجارية على الأنظمة الإدراكية للبشر منذ بداية الزمن العلمي، وزيادة المعارف الإدراكية والتجريبية والاكتشافات في حقول العلوم المختلفة وأهمها العلوم الرياضية والفيزيائية والعلوم البيولوجية توجت مرحلة جديدة من الزمن العقلي للبشر ومن خلال تزايد الأجهزة المساعدة على تأمين معارف علمية على غاية من الدقة والأهمية.

وختم المحاضر حسين محاضرته قائلاً: سيظل الإنسان يعاند الوجود بما فيه من غموض وخفايا معرفية حتى يمتلك الدليل اليقين عن طبيعة الوجود والقوانين التي تحدد بدقة طبيعة هذا التكوين، لأن العقل والكون وجودان قائمان ويتفاعلان على الدوام.

رفيدة يونس أحمد

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار