ترنيمة شاعر في معلم وكتاب

الوحدة: 23- 3- 2022

 

آمنت أنّ البحر في جامعة الكون أستاذ. فهو مترع بالغرائب المعجزات آخّاذ.. وكم من الأحياء والعشاق به لاذوا!.. آمنت بالبحر يغار من جبروته النّسر, ويطوي جانحيه أمامه الباز… — البحر يا سادتي كمّ من الألغاز, يحار في حل سرها العقل .. فهو في شغل دائب التحليق نحل.. وكم في جوفه من أعاجيب الحياة! وكم على أمواجه من يغوص مرّة, ومرّة يعلو!.. تخال أنّه شقيق السّماء في زرقة واتّساع ومثلها في أغلب الأوقات يحلو..

وتظن عشقاً خفيّاً بين قلبيهما.. فكم من الهموم, بفضليهما تجلو!.. – سل العشّاق عن روعة البحر في هدوئه, وعن ملاذه الماتع الجميل. يجيبوا أنّ فيه ما يشبه اللغز المستحيل.. فحيناً تراه الصّديق الودود النّبيل, وحيناً ترى في لوحاته الغضب الثميل وحيناً ثالثاً, تراه مضيافاً, يكرّم شاطئه الضّيف, النزيل ولا تملّ نوارسه تحليقها في نسمة الرّقيق العليل. فالبحر- يا أحبتي – معلم وكتاب.. يتجدّد فيه كلّ يوم عزم التفاني والشّباب..

معلّم يفتح في الآفاق ألف باب وباب.. ولكلّ سؤال عند خالقه تعالى جواب.. يقول في حروفه المعجزات: ألا .. ألا فاعتبروا يا أولي البصيرة والألباب. هو البحر في تجليّاته عظيم.. لآلئها في أعماقه أصداف تخبىء لتحميها من الضياع والخراب.. وقد أسدلت أمام أنظاركم. – عبادي الصّالحين – ألف حجاب وحجاب.. لتعلموا أنني القدير على خلق المعجزات أمامكم, وخلف الضّباب.. وأن حياة كلّ خلائقي في وجود الكون محض سراب في سراب…

 أ. صديق علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار