الوحدة: 23- 3- 2022
هؤلاء النائمون الهائمون على مستقبلهم الغامض، هذا هو قدركم المحتوم، هذا (الربيع) مفرشكم الواسع، أنتم والكثيرون أمثالكم على أرصفة وقارعات مختلفة، الضابط الأُسري الأول مفقود، وكذلك الرسمي شبه معدوم والذي يتلخّص بإلزامية التعليم وإيقاف ظاهرة تشرّد الحدث عبر مؤسسة الشؤون الاجتماعية، حيث زاد الطين بلّة مجموعات كبيرة من المهجّرين وما يمتلكون من أرضية خصبة لنمو ظاهرة التشرّد نظراً لجهل البيئة التي خرجوا منها مُكرهين، فهم لا يعلمون حتى عدد سِني أعمارهم، أو قد تم تلقينهم مفردات وإجابات متوقّعة حتى لا يقعوا بشرك الأجهزة المختصّة .
يُفترض أن يكون هؤلاء الفتية في مدارس تجمعهم على التربية الحسنة والسلوك القويم والتعليم، لكن مع الأسف، بات المجتمع يشاركهم بطريقة عفوية عاطفية انحرافهم عبر تقديم المساعدات والإعانات المادية والعينية فوجد هؤلاء الفتية فيها سبيلهم ورزقهم الوافر دون عناء، وبالتالي الانحراف .. وحتى لو تمّ تجميعهم وضبط تصرفاتهم فقد أصبحوا عبئاً كبيراً على مؤسسات الدولة وباتوا جيشاً كبيراً من كِلا الجنسين، والدولة غير قادرة على استيعابهم ضمن مؤسساتها المحدودة، وهنا يتوجب القيام بعمل جماعي تشاركي ينظّم ويهذّب سلوكهم ضمن بوتقتهم الأسرية وإيواء الحالات المستجيبة منهم في مدارس خاصة تابعة للشؤون الاجتماعية والجمعيات الأهلية التي تُعنى بهذه الأعمار .
سليمان حسين