ابنة الجيران

الوحدة 22-3-2022

 

ابنة جاري الوحيدة تزوّجت من شابٍّ بعمرها, والملفت أن الأمر برمته جاء مفاجئاً كيقظة حلم!  ربّما لأنّ الشّاب لم يكمل دراسته, ولم يتقن عملاً , ولا يملك بيتاً أو مالاً ولا يحمل أفقاً بطول مسطرة, ولا غيمة تبشّر بقطرة مطرٍ واحدة!! ولأنّه قد صار ربّ أسرةٍ, لملم تسكّعه وراح يمارس أعمالاً هي خدمات بسيطة. أي باختصار شديد : (( الاستفادة من أزمات الآخرين)) فيجني في اليوم الواحد ما يعادل راتبي الشهريّ! وهكذا تتلوّن رفاهيّته بأمتع وأدقّ التفاصيل التي نسيتها ونسيت مذاقها. وهكذا فلا شيء يشغله عن عمله, فلا وظيفة رسمية تسلبه ساعات يومه, ولا مهنة يغوص في متاعبها. أما أنا فوقعت في حالة من التخمين، أضع الاحتمالات لو عدت إلى الوراء للسنوات التي مضت. فهل سأفعل مثله أم سأكون كما انا؟ أدركت بعدها أنّ السّباحة في السيول لا توقفها , والدخول في أتون النّار لا يطفئها, ولأكثر من سبب, فهناك من رمى باقة كبريائه وأفكاره وأخلاقه, والبعض الآخر ذبلت باقته. أمّا أنا فقد أتعبني حملها بمفاجأة سوداء لقربها من الضوء.

سمير عوض

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار