الوحدة 22-3-2022
لايبدو وضع التحكيم في مباريات الدوري على أفضل حال وقد ظهر الحكام بأسوأ أداء لهم في آخر مرحلتين بعد أن كانت الأمور مقبولة إلى حد معقول في المراحل السابقة فظهرت الأخطاء المؤثرة وتعرضت فرق لخسارات على حساب أو لصالح أخرى، وقد تدفع هذه الفرق الثمن غالياً فتجد نفسها في غياهب الدرجة الأولى أو قد يطير الدوري منها ليحط في قفص غيرها نتيجة ما يسمى خطأ إنساني.
وللأسف فإن ما يسميه المدافعون عن الحكام خطأ إنساني قد زاد عن حده وطغى على الأخطاء الفنية والبدنية للحكام وكأنهم بذلك يريدون التعمية أو إخفاء الأخطاء وإن أخفوها من سيخفي الكروش المتهدلة عند البعض منهم؟
لن نتهم حكم ما أو نشكك بنزاهته ولدينا ثقة بحكامنا من الناحية الأخلاقية ولكن طريقة انتقاء الحكام للمباريات تضعهم في موضع الشك ودفع الجمهور لاتهامهم بالمحاباة لفرق دون أخرى.
فلا يجوز مثلاً أن يقوم حكم من حمص ينتمي لنادي الوثبة بقيادة مباراة لتشرين المنافس له على اللقب والأمر بالطبع عكسي، وينطبق هذا على الفرق المهددة وقد يقول قائل: نحن نكلف حكاماً لقيادة المباريات بالموجود لدينا، نقول لا ذنب للجمهور بتحمل تقاعسكم طوال السنوات الماضية وإهمالكم للحكام لدرجة أن الموجودين للساحة بالكاد يتجاوزون أصابع اليدين؛ ولا ذنب للجمهور أو الأندية استمراركم بدعم الحكام الكبار في السن على حساب الشبان، وأسلوبكم في العمل يعني أن الوضع سيستمر على ماهو عليه في ظل عدم منح الفرصة للحكام الشباب من الجنسين للتحكيم.
وحكامكم الكبار المدعومين سيصلون هذا الموسم أو الموسم القادم لمرحلة قد لا يستطيعون فيها إكمال مباراة فتندمون ساعة لا ينفع الندم.
لدينا حكام شباب متميزون ولكن في ظل احتكار الكبار والمدعومين للمباريات لن يأخذوا فرصتهم ولدينا من الموهوبين عمار بدور وشقيقته أليسار بدور من طرطوس والتي أبدعت في بطولة غرب آسيا للسيدات في لبنان وقامت بتحكيم المباراة النهائية.
ولدينا إبراهيم مصطفى من اللاذقية وهناك حكام من السويداء وحماة وحلب ولو تم منحهم الفرصة لما شاهدنا الأخطاء التحكيمية التي حصلت في مباراة الفتوة والوثبة أو الأهلي والشرطة أو غيرهما من المباريات التي شهدت أخطاء قاتلة وفاضحة في الأسبوعين الأخيرين.
والأمر المستفز للجمهور أن محلل المباريات تحكيمياً يحاول أن يقنع نفسه أولاً والجمهور ثانياً بأن قرارات الحكام صحيحة حتى وإن كانت خاطئة، مع أن الخطأ واضح وضوح الشمس ولا لبس فيه ولا يحتاج لجهبذ لتفسيره أو لمجتهد لإقناع الجمهور.
المراحل القادمة ستزداد صعوبة ولن تكون هناك مباراة سهلة فجميع المباريات بنفس الصعوبة وعلى لجنة الحكام الرئيسية أن تتحمل مسؤولياتها بشكل كامل ولديها فرصة الآن في توقف الدوري لتطوير مستوى حكامها وزيادة فاعليتهم الإيجابية وإن استمر الوضع كما كان عليه مؤخراً فعلى دورينا السلام.
وحتى لا نتهم بالتحامل على الحكام فإننا نطالب اتحاد الكرة والمكتب التنفيذي بزيادة أجورهم ورفع قيمة ما يسمى ” أذن السفر ” لأن ما يتقاضونها بالكاد يكفي ثمن أجور السفر والإطعام وبعضهم لامورد له إلا التحكيم وعندما يتم ذلك لن يبقى الحكم في موضع الشك والاتهام.
محسن عمران