الوحدة: 21-3-2022
في هذا اليوم الجميل المميز التقيتُ الدكتورة آسية يوسف كي تحدثنا عن هذه المناسبة ووقعها في نفسها إذ تقول:
تُعرفُ الأمومة بأنّها واحدةٌ من أنبلِ السماتِ الإنسانيّة التي وضعَها الله عزَّ وجل في قلبِ كل أنثى، فالأم تمثلُ لأولادها كلَّ العالم ولا أحد أهمُ منها.
وكلُّ أنثى تتقمصُ دورَ الأمِّ منذُ طفولتها في لعبها مع أصدقائها الصغار، أو الألعابِ الخاصّة بها؛ فصفةُ الأمومة فطرةُ كلّ أنثى وقد خلقَها الله تعالى بها لتستمدَ منها قوتها وتكملَ حياتها.
ودورُ الأمِّ الأهمُ في تنشئةِ أبنائها وتربيتهم وهي القلبُ الذي يحملُ همومَ الأطفالِ، وهي مصدر الرعاية والحنان الذي يسع الكون كلّه، فهي كالشمعةِ المقدسة تضيءُ ليلَ الحياةِ بتواضعٍ و رقةٍ وفائدة وصلواتها الصامتةِ لا يمكن أن تضلَّ طريقها إلى ينبوعِ الخير وفي ذلك أقول:
الأمُّ بحارٌ من خيرٍ والبحرُ تدومُ عطاياه
أماهُ أحبّكِ يا عمري
يا بهجةَ قلبي ومناهُ
ضميّني واسقيني حبّاً
ودعيني أحلمُ أمّاهُ
وكلُّ فردٍ منا له دورٌ عليه أداؤه تجاه أمّه
هو ردُّ الجميل للأمّ من خلالِ رعايةِ الأمِّ في الكبرِ والاستماعِ لكلامها وطاعتها فيما ترغبُ به، وإن كان ضدَّ رغبةِ الشّخصِ نفسِه ومحاولةِ إرضاءِ الأمِّ قدر الإمكان، لهذا وضعَ الله سبحانه الجنةَ تحت أقدامِ الأمهات.
وكم هي فارغةٌ الحياة حينَ تمرُّ دون الأم ومؤلمة حدَّ البكاء دون ضحكتها، ومن أعظم أوجاعِ البشر من يشتاقُ لأمِّهِ ولا يجدها…
وتفيضُ دموع الفقد لرحيل أمي فأكتب :
ماذا أسجلُ في أمي وقد رحلتْ وكيفَ أشرحُ آهاتي و أحزاني ماذا أقولُ و آمالي تبدّدها عواصفُ الحزنِ في صحرائي وجداني
أأجعلُ الدمع يا أماهُ يرسمُهُ وأعزف الشّعرَ في حزني وسلواني
والأمُّ آيةُ اللهِ في خلقه و دليل من دلائلِ إعجازه فهي قسمةُ الحياة وموطن الشّكوى وعمادُ الأمرِ، وعتادُ البيتِ، ومهبط النجاة. والتعزيةُ في الحزنِ، والرجاءُ في اليأس والقوة في الضعف.
د. رفيف هلال