الوحدة: 20-3-2022
أقام المركز الثقافي في قرية بكراما محاضرة ثقافية بعنوان (الوسيلة الجديدة لاكتشاف المعرفة) أعدتها السيدة روعة جبور، ابتدأت الحديث فيها عن مفهوم المعرفة بأنه مصطلح قديم فالمعرفة رافقت الإنسان منذ تفتح وعيه وتطورت معه من مستوياته البدائية مرافقة لعمق واتساع مداركه حتى وصلت إلى ماهي عليه الآن، لافتة إلى أن الجديد في هذا المفهوم هو حجم تأثيرها على الحياة الاقتصادية والاجتماعية وعلى نمو الانسان، ومن المؤكد أن التقدم والتطور الهائل في تقنية المعلومات الذي يشهده القرن الحالي والذي مكّن الإنسان من فرض سيطرته على الطبيعة بحيث أصبح عامل التطور في مجال المعرفة أكثر تأثيراً في الحياة من بين العوامل الأخرى ، وأشارت إلى أنه وعلى الرغم من زيادة الاهتمام بمفهوم إدارة المعرفة إلا أنه لا يوجد تعريف محدد لها وتوصف بأنها تلك العمليات التي تساعد المؤسسات على توليد المعرفة واختيارها وتنظيمها واستخدامها ونشرها فتقوم بتوفير المعلومات وإتاحتها لجميع العاملين في المؤسسة.
وأشارت المحاضِرة في حديثها إلى كتاب “الوسيلة الجديدة لاكتساب المعرفة” لفرانسيس بيكون الذي يقتبس عنوانه من كتاب لأرسطو حول المنطق بعنوان: وسيلة اكتساب المعرفة أو أداة التفكير المنطقي، حيث يقدم الكتاب منطقاً يتجاوز منطق أرسطو بما يتلاءم والحصول على المعرفة في عصر العلم، وبينما كان النظام الأرسطي الاستدلالي المستند إلى القياسات المنطقية يستنبط استنتاجاته الموثوقة والتي كانت متسقة منطقياً مع المقدمات الجدلية، فإن النظام الذي اعتمده بيكون صُمم لكي يقوم بالتحقيق في تلك المقدمات الأساسية نفسها.
لقد طرح منطق أرسطو مبدأ الحقيقة التي لا يرقى إليها الشك، تقوم على مقدمات أشبه ما تكون بالمسلمات التي لا بد من قبولها كحقيقة غير قابلة للنقاش، وبالمقابل، طرح بيكون استدلالاً استقرائياً اعتمد دليلاً فطرياً للعالم الطبيعي، يمكن للباحث العلمي من خلال الجهد الكبير الذي يبذله في تجميع قاعدة للبيانات “التواريخ الطبيعية” استعمال كتاب “الوسيلة الجديدة لاكتساب المعرفة” من أجل شق طريقه تدريجياً باتجاه مستويات أعلى من الاحتمالات.
سناء ديب