الوحدة 19-3-2022
لايحتاج إلى هدية “تجارية ” باتت حديث الجلسات الصباحية والثرثرة الاجتماعية ..وربما التأفف في ظل الأسعار المتصاعدة بجنون يومياً ..
كان يكفيه شذرات من الاحترام والتقدير نعلمها لأولادنا مع إشراقة شمس ..وربما نرسل له سكاكر المحبة من القلب فقط ..كي تبقى حنجرته بخير ..
أنا من ذلك الجيل الذي ارتدى مريولا مدرسياً بسيطاً للغاية ..وحقيبة زهيدة السعر ..وأقلاماً خشبية لم تعرف الزخرفة يوماً ..وكراسات مدرسية وحدتنا بمشاعر الألفة لأننا تشابهنا فيها مع أقراننا حد الانتماء لسماء صافية ،ووطن جميل ،وغاية إنسانية سامية !!
كان للمعلم طابع القداسة في أعماقنا ..ولمنبر الدرس صمت بليغ ..وحديث شيق لاينتهي حتى وإن رنت الأجراس !!
من “القديسات” أمهاتنا ..تعلمنا أن المعلم أيقونة تحتفظ بها الأجيال في وجدانها ..وأنهم صانعو مجد وتاريخ عظيم ..ومن آبائنا تعلمنا أن من علمني حرفاً كنت له ابناً باراً وليس عبداً بالمعنى الحرفي !!
اليوم ..في ظل مانسميه تكنولوجيا ..ابتعدنا كثيراً عن سكة الغيم والحلم والذكريات الجميلة ..
فقدت كراساتنا طابع البهاء ..وبهتت الألوان رغم تعدادها ..وتضاربت الآراء حول بناة الأجيال ..وأصبحت “بعض وليس كل ” المجالس حتى لانظلم أحداً ..تكيل الاتهامات لشخص المعلم وتترصد له عند أدنى هفوة ..وهذا ماجعل العملية التعليمية والتربوية تعاني من منغصات يومية ..وهموم لم تكن في الحسبان …
في عيده ..
لايحتاج أن نشبهه برسول أو نغرقه بهدايا مادية..لكننا ربما نردد في قرارة أنفسنا عبارة تعطينا الدفء والسلام :
سلام لكل من علمني حرفاً ..
أفكك به عروة الظلمات الحالكة ..
لأدرك صباحاً من علم ونور
منى كامل الأطرش