التوقيع: مواطن عربيّ سوري

الوحدة : 18-3-2022

 ليس من باب إذكاء الروح الوطنية، وليس شرحاً لواقعٍ ليس بحاجة إلى الشرح، وليست المسألة مرتبطة بما تملكه من مالٍ أو قيمٍ أو معرفة.. الموضوع باختصار، لا تتأثّر (وطنيتنا) بتغيّر الظروف، ولم نفكّر أبداً في هذا الاتجاه، والصفعةُ التي لا تقتل تكسب متلقّيها مناعةً إضافيةً.. من يجمّل الواقع فهو لا يرى جيداً، ومن يعتبره أسوأ مما هو عليه فهو مجرمٌ بحقّ نفسه، يذيقها العذاب أكثر مما ينتظرها.. بعيداً عن (السفسطة) والفزلكة اللفظية، فإنّ العاقل هو مَن يبرمج حياته على ما نحن عليه الآن دون زيادة أو نقصان، وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً نذهب إلى بعض التفاصيل.. يتصل أحدهم بمعتمد توزيع غاز منزلي، ويسأله: كم تدفع لي بأسطوانة الغاز؟ فيردّ المعتمد: أعطيك خمسين ألفاً، فيفرح هذا المواطن الـ (…)، ويقبض خمسين ألف ليرة دون أن يتكلّف أي شيء، من وجهة نظره، ويجد نفسه بعد يومين أو ثلاثة يرجو هذا المعتمد من أجل أن يعبّئ له (غاز سفاري) ويدفع مقابل ذلك أربعين ألف ليرة وهو يضحك.. موجز ! معظم مشاكلنا اليومية نحن مَن يختلقها.. لا يستطيع الموظف في السورية للتجارة أن يبيع السكر والرز لمحلات السمانة، ومع هذا نشتري هاتين السلعتين من الدكاكين بأكياس ممهورة بـ (لوغو السورية للتجارة)، إذاً، هناك مواطن باع مخصصاته لهذا (الدكان) الذي عاد صاحبه ليبيعنا السلعة المدعومة بسعر مضاعف.. قوانين.. عندما تتحدث عن تاجر فاسد، وترجمه قبل أن يتنفّس الصبح، عليك أن تتذكر أنّ هناك مراقباً تموينياً فاسداً، ومواطناً كسولاً وضعيفاً، لا يعرف حقه، ولا يعرف كيف يدافع عن حقّه.. يوم الخميس (قمنا للمعلم وأوفيناه التبجيلا)، وبعد عدة أيام إن لم ترسل له (الشهرية) لقاء الدروس الخصوصية فسيطرد ابنك عن باب منزله.. الحلّ مشترك في كلّ ما ذكرناه على بساطته، لا يستطيع أي طرف أن يكون حلاً بمفرده، مع الإشارة إلى أن (القوّة) ليست مطلوبة فقط للوقوف بوجه الباطل، فهي مطلوبة أيضاً، وربما أكثر، لحماية (الصحّ). على الصعيد العام، لا يمكن لأي جهة أن تصحح مسار القطاع التربوي مثلاً، دون أن تصلح قطاع النقل، وكم من (معلّم) لا يجد ولو (موتور) يوصله إلى أمام اللوح، ولا يمكننا أن ننتظر تطور الصناعة والمزارع لا يجد ما يأكله.. ما هو مطلوب، وبإلحاح، أن يكون هناك فريق عمل من المختصين بكل مجال، تُوفر له كل مقومات الحياة الهانئة أولاً، وكلّ أدوات العمل ثانياً، وكلّ الصلاحيات القانونية ثالثاً، ويُطلب من هذا الفريق إعادة تشخيص الواقع، ووضع الحلول المتكاملة والملزمة، ومراقبة تنفيذها، ولو كان ما صنع الحدّاد هو التهديد لكلّ معطّل ولكل من يحاول العرقلة، هذا إن كنّا فعلاً نتمنى الخير لبلدنا، ولكل الذين لم يفكروا بمغادرته رغم كلّ الصعاب.

 غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار