السورية الأم بعيدها الأصيل في ملتقى القنديل الثقافي

الوحدة: 17-3-2022

 

وعند استيقاظ آذار، عندما يبدأ يرتدي ثوب الدفء والحب وعناوين التواريخ السورية التي تلفحت به، تضيء أيامه لأيام حاكت وتحاكي فلسفة الكون وحكاياه، ومن ضمن هذه الحكايا، حكاية ملتقى القنديل الثقافي الذي يصر أن يضيء ضمن سلسلة العطاءات والنشاطات التي يزخر بها ، فكيف بآذار الذي يفيض بدفئه ونوره .

بمناسبة عيد الأم وتجليات العطاء المستدام لها، أقام ملتقى القنديل الثقافي فعالية ثقافية مفعمة بالدفء الذي يعانق القصيدة تارة والحكاية تارة وما نقشت أقاويل الأمهات على الأيام. والبداية كانت مع الباحث الأديب حيدر نعيسة مؤسس الملتقى حيث رحب بالقلوب الدافئة للحضور في يوم ،سماؤه من أبرد أيام السنة لكن نبل اللقاء وحرارة الوفاء للملتقى أضفت مشاعر فياضة عبر عنها نعيسة قائلاً : ” ثمة امرأة تأكل و تشرب وتنام،وثمة امرأة تقرأ وتكتب وتتعلم وتعلم وترسم وتنحت وتخطط وتدبر”…

 ثمة امرأة زوجة وام وربة منزل،وثمة امرأة ربة مجتمع وربة حارات وبلدان ومدائن، المرأة درجات مثلها مثل الرجل، ومثلهما مثل الأيام والأماكن وكما الشجر والأراضي، كما النجوم وكما كل شيء، حسناً أن تكون المرأة ذات دور وأثر فاعل، ذات قلم وورقة وريشة، أن تكون مضارب الأمثال في الجد والعطاء والعلم والعمل، تكون المرأة فاعلة عندما تكون سيدة في بيتها وسيدة في مجتمعها، في هذا الملتقى سيدات كريمات نخلص بعضاً منهن لجهودهن المبذولة وإبداعاتهن في المجتمع والتميز علمها وقلمها، سيدات الحرف بلا أحجار وبنى بلا اعمدة، نكرمهن اليوم ونثني على جهودهن النبيلة في المجتمع على الصعيد العام وتعاضدهن منذ بداية بناء ملتقى القنديل الثقافي،إضافة إلى مزيد من النشاطات الأدبية والفنية التي لا تنضب في ملتقانا .

ولأن البداية للتكوين كانت من الأم ، قدمت الشابة الناشطة في مجال الإعلام ثرى نعيسة كلمة تكريم لأمها استعرضت فيها دفتر الذكريات الطفولي الذي ما زالت تحتفظ به بما يحمله من ذكريات حيث سردت فيما كتبته عبر سنين طفولتها تشكر فيها عطاء والدتها وحنانها ،كما استطردت تنشد نثراً وجدانياً للأم وقيمتها .

 في الوقفة التالية كانت للشاعرة سارة خيربك أنشدت فيهما قصيدتين شعريتين الأولى للأم العظيمة أم الشهيد، والقصيدة الثانية تتحدث فيها عن نفسها كامرأة وعن النساء الأخريات ، كما قدم المهندس أكرم رنجوس مداخلة بكلمة عن الأم وعطاياها مخاطباً فيها والدته ، كما قدمت وديعة درويش مديرة الملتقى السوري للثقافة قصيدة غنائية للأم، تخص بها أمها والأمهات الأخريات والأم الأكبر والتي هي سورية ترافق إنشاد القصيدة مع عزف للحنها على آلة العود ، كما قدم الباحث التاريخي والأديب غسان عبدالله تاريخ المرأة في منطقتنا العربية والمرأة السورية عبر الحضارات التي مرت على سورية والعالم مستعرضاً العديد من الملكات ودورهن الهام ببناء مجتمعاتهن وقيادته.

ولتقدم إحدى الشخصيات المكرمة والفاعلة بدورها الاجتماعي و الثقافي والعلمي في اللاذقية، كما ساهمت بجهودها منذ انطلاق ملتقى القنديل الثقافي، فقدمت كلمتها لأمها ولأمهات العالم بكلمة مزجت بين الشعر في البداية و النهاية تخللها بعض الأقوال المأثورة عن الأم إلى جانب تحيتها ورسالتها الشفافة لوالدتها، كما قدم كل من الشاعرين توفيق و صديق صالح قصائد شعرية تفيض بالمشاعر الجياشة للأم والمحبوبة، ولأن الأم تلم دائماً كما يقال، ولم يغب شعر الزجل بجماليته مع الشاعرة الزجلية ابتسام خضر قدمت عدداً من القصائد الشعرية الزجلية تنوعت عناوينها لكنها بثت لواعجها عبر عدد من القصائد الشعرية، ونظراً لظرف البعض بانشغالات لم يستطعن معها التواجد في هذه المناسبة كالإعلامية لبابة يونس والباحثة التاربخية فريال سليمة حيث طبعتا حضورهما وقدمتا رسالتين صوتيتين عبر الانترنت شاركت فيهما الحضور، حملت الرسالتان التحيات للمرأة والأم ودورها الفاعل في نسج المجتمع، وأهمية رسالتها الإنسانية في تحديد نظم المجتمعات، وتواجده على الساحة الحياتية المحلية والعالمية، وكان الختام بعزف جميل مميز على آلة الكمان مع منصور سليم،تفاعل معه الحضور تفاعلاً إضافياً مشحوناً بعبق الجلسة التي امتلأت بالحب والفكر والشفافية و الآمال .

 في ختام الاحتفالية تم توزيع شهادات التكريم والتقدير لعدد من النساء لتكون بمثابة شكر وعرفان على دورهن المتميز والفاعل لبناء مجتمعاتهن دوماً.

سلمى حلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار