الوحدة: 17- 3- 2022
يقول جبران خليل جبران: تقوم الأوطان على كاهل ثلاثةٍ: فلّاحٌ يغذّيه، جنديّ يحميه، ومعلّمٌ يربّيه.. ما أكثر كلمات وعبارات الشّكر التي تحتفي بالمعلّم في عيده، وما أغدق الهدايا التي تنهال عليه، لا حبّاً وتقديراً وحسب، إنّما تبجيلاً وتعظيماً لكبير عطائه وكثير بذله.. نكرّم اليوم معلّمينا في عيدهم.. قدوتنا الحسنة، رسُلُ العلم والمعرفة، بناةُ الإنسان، الذي يحيا بالعلم ويموت بالجهل، واضعو حجر الأساس لأخلاق الأمم والمجتمعات، الحاضرون في وجدان الأجيال، يا مَن تمدّون إلينا من عقولكم وأرواحكم جسوراً نعبر عليها إلى برّ المستقبل الآمن، لنعلي البنيان ونبني الأوطان.
نهديكم طاقات الزّهر الملوّنة لننثر عبيرها على دروب الأيام والسنين، وأنتم مَن تصدّى لأعتى هجمات الجهل والتّكفير والتّضليل، وانتشلتم فلذاتنا من غياهب الجهل والتدمير العقلي والنفسي والفكري، فكنتم الطّبيب المداوي، والمهندس الباني، والمحامي المرافع، والإعلاميّ المقاوم، والجنديّ المدافع… وقبل كلّ هذا المعلّم الإنسان.
أنتم أشجارنا المثمرة التي لا تبخل علينا بطيب ثمارها لنقطف منها زاد العلم والنّور، ومناراتنا المضيئة في فضاءات الفكر والمعرفة، وشموعنا التي تذوب وتحترق لتنير دروبنا.. تجودون علينا وعلى أبنائنا بخلاصة تجاربكم وكفاءاتكم ومهاراتكم فتبنون صروح حضارةٍ لم ولن ينضب مَعينُها.. وضعتم أبناءنا أمانةً في أعناقكم فكنتم خير مَن حفظ الأمانات وصانها، واليد الأمينة التي تعبر بهم إلى برّ الأمان والسّلام، وتزيل غشاوة الجهل عن أعينهم وأفئدتهم.. تستحقّون التّكريم والاحتفاء بكم كلّ يوم لا يوماً واحداً كلّ عام، تأكيداً وتذكيراً وتقديراً وعرفاناً وامتناناً لبحور عطاياكم.
نثمّن تفانيكم في أداء واجباتكم وأعمالكم على أكمل وأتمّ وجه، لتبقوا على الدّوام خير قدوةٍ يُحتذى بها ونسير على خطاها.
مهما احتفينا بكم وبمكانتكم القديرة والمتفرّدة لن نفيكم قدراً ولو يسيراً من حقّكم علينا في التكريم الذي شرّعته لكم الشرائع السّماوية، وقدّسته الكتب الإلهية، لكم منّا أسمى معاني الشّكر والعرفان، وباقات الحبّ المعتّقة بالياسمين والأقحوان، وكلّ عامٍ وأنتم بألف ألف خير.
ريم جبيلي