الوحدة: 16- 3- 2022
استطاعت الفعالية الثقافية بعنوان ( إيران بعيون سوريّة) التي أقامها المركز الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اللاذقية بالتعاون مع جامعة تشرين / المكتبة المركزية/ أن تحقق حضوراً لافتاً, وأن تتواشج مع خيال وأذهان المستمعين , وتلّج إلى قلوبهم .
بما قدمته من زاد ثقافي واطلاع على حضارة وعادات وتقاليد الشعب الإيراني الشقيق وطقوسه في الاحتفال بعيد النوروز , والتحضيرات التي تسبق العيد والتي ترافقه حيث تحدث المستشار : علي رضا فدوي مدير المركز الثقافي الإيراني باللاذقية قائلاً : تعود تقاليد الإيرانيين في الاحتفال بعيد النوروز إلى العصر الساساني الذي بدأ فيه التأريخ للسنة الفارسية في اللحظة التي يتساوى فيها الليل والنهار /21 آذار / والنوروز كلمة فارسية أو تعبير فارسي يتكون من كلمتين: الأولى نو بمعنى جديد, والثانية روز بمعنى يوم، فتكون العبارة اليوم الجديد, وعلى الرغم من مرور آلاف السنين وعلى الرغم من مرور آلاف السنين على بداية الاحتفال بهذا العيد إلا أنه لم يزل يحظى بالتأييد من قبل جميع الأقوام والأديان المختلفة في إيران .
لذا فإن النوروز هو من مظاهر الوحدة لدى الشعب الإيراني . واليوم يحتفل بعيد النوروز أكثر من ثلاثمائة مليون إنسان حتى خارج إيران مثل أفغانستان وباكستان وطاجسكتان والهند ودول آسيا الوسطى وبلاد القوقاز, إضافة إلى مناطق أخرى في تركيا والعراق وسورية.
ويعتبر النوروز من أهم الأعياد الوطنية لدى الإيرانيين حيث يتبادل الإيرانيون التهاني بهذه المناسبة المبهجة المتزامنة مع أول أيام الربيع, إذ اعتادوا على استقبال الربيع وسنته الجديدة بعدة طقوس تبدأ بحملة تجديد المنزل التي تسمى بالفارسية خانة تكاني , وتقوم فيها الأسرة بإعادة ترتيب وتأثيث محل السكن, والاستغناء عن الأشياء البالية, وغسل السجاد والستائر أو استبدالها, مع طلاء الجدران بألوان جديدة, وفي الغالب يتم اختيار مشتقات اللون الأخضر تناغماً مع اخضرار الأرض في فصل الربيع.
وتمتد الحملة إلى اختيار الأزقة والحارات بصورة جماعية. وتترافق معه حركة تبضع على نطاق اجتماعي واسع تسمى خريدي شب عيد أي الشراء لليلة العيد. ويسود الاعتقاد لدى الإيرانيين أن التبضع في عيد النوروز وغرس الأشجار أو وضع مجموعات الخضرة والأزهار في المنازل من شأنه أن يوسع الرزق في العام الجديد, ويبعث التفاؤل في النفوس. وفي ليلة حلول السنة الفارسية الجديدة تجتمع العائلة حول سفرة خاصة تسمى سفرة هفت سين أي السينات السبع, وتضم سبع مواد يبدأ اسمها بحرف السين, وتتوسط السفرة نسخة من المصحف الشريف طلباً للبركة وسعة الرزق.
كما يحرص الإيرانيون على زيارة الأقارب والأصدقاء خلال أيام عطلة رأس السنة الإيرانية ويسافرون إلى المناطق السياحية الخضراء.
ومع اقتراب دخول العام الجديد يقرأ أفراد الأسرة بصورة جماعية دعاء: يا مقلب القلوب والأبصار, يا مدبر الليل والنهار يا محول الحول والأحوال.. حوّل حالنا إلى أحسن حال.
هذه الفعالية قدمها الدكتور : رامز الليوا وكانت بحضور وبمشاركة الدكتور بسام حسن رئيس جامعة تشرين والدكتورة :ميرنا دلالة أمينة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بالجامعة.
تخلل النشاط إلقاء قصائد شعرية لشعراء ودكاترة, وغناء باللغة الفارسية لمجموعة من الأطفال . وكان هناك أيضاً معرض منوع يوصف بعضاً من التراث الإيراني بيوم النوروز.
رفيدة يونس أحمد