الوحدة : 16-3-2022
أقسمت بالله أنها وضعت بعض الثياب القديمة، والأحذية البالية في المدفأة خلال الأيام الباردة الفائتة، المهمّ ألا يتجمّد أطفالها، وعندما اضطرت كسرت (كنباية) وأوقدتها دفئاً لأبنائها! الجهات المعنية تصرّ على أنّها أنجزت نسباً كبيرة بتوزيع مازوت التدفئة.. صدّقناها، ولكن الـكمية التي تمّ توزيعها لم تكفِ لأكثر من أسبوع أو عشرة أيام في المناطق الباردة، وطن الحطب اقترب من نصف مليون ليرة، وتجاوز هذا الرقم في مكان آخر، والبرد يصرّ أن يتمدّد.. نعرف تماماً صعوبة تأمين المزيد من مازوت التدفئة، لكن المساواة في الظلم عدالة، ولو أنّ الجميع حصل على كامل مخصصاته لاستسلمنا لقدرنا، لكن هناك الأعداد الكبيرة من الناس لم تحصل على الدفعة الثانية من مازوت التدفئة، ويكاد آذار أن يلمّ أيامه الأخيرة! فقدَ كثيرون منّا قدرتهم على التدبير، حيث لم يبق بين أيديهم ما يدفعون فيه البلاء عن أنفسهم، وكل ما يعملونه الآن هو الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يعتقهم من هذا البرد القارس، وإلى أن يأتي موسم الحرّ يحلّها الحلال كما يقولون. هذا الشتاء كان قاسياً جداً، وعانينا فيه ما يكفي، ولكن ما زلنا متمسكين بالحياة، ونجدد قدرتنا على التكيّف.
غياث سامي طراف