الوحدة 15-3-2022
على مدى السنوات الماضية شهد العالم تطوراً ملحوظاً في نسبة النساء العاملات، نتيجة أسباب اجتماعية واقتصادية عديدة، ساهمت من خلالها المرأة في إثبات جدارتها في شتى المجالات حتى ما كان منها حكراً على الرجال. والمرأة السورية لا تستثنى من ذلك خصوصاً في ظل الأزمات الحالية التي تمر بها بلادنا، إذ وضعت كثير من النساء بصماتهن في مجتمعنا، ومن بينهن إناث قمنا باستطلاع رأيهن في الاندماج داخل سوق العمل وكيف يؤثر العمل على حياتهن؟. – السيدة منال، المؤسسة لمركز تعليمي خاص، قالت : ” أطلقت مركزي الخاص باقتراح من زوجي الذي ساندني في إنشائه على مدى ثلاثة أعوام، ليصبح للمركز اسماَ واسعاَ في منطقة سكني، ومن خلاله عملت على مساعدة الشابات ليسد المشروع رمق عيش جميع الكادر التدريسي”. بينما كان رأي الشابة نور: أنها فضلت العمل على الارتباط، وأنها تعمل منذ الصغر رغم عدم حاجتها للمال، فالعمل أشبه بإثبات الذات. وقالت نور: ” أمتلك شخصية قوية منذ طفولتي وكانت عائلتي داعمة لي في جميع مراحل حياتي بسبب عدم وجود إخوة “. وأضافت: ” لا أستطيع أن أكون في نطاق أو اجتماع ويتم توجيه سؤال إلي؛ ماذا تفعلين؟ ويكون جوابي لا شيء، لأن هذا لا يناسب الأنا الأعلى التي عملت أسرتي على تغذيتها، لذلك فضلت عملي على انتظار شريك الحياة “. من جانبها، أشارت هبة إلى أنها في كانت متيقظة إلى تأثيرات المرأة العاملة في المجتمع؛ وهي تأثيرات إيجابية وسلبية، أما الإيجابي فيتلخص في المحافظة على التوازن السليم وإدراك مختلف المشكلات وهو أسلوب متكامل في الحياة ويعني التركيز على الإيجابيات في أي موقف بدلاً من التركيز على السلبيات. وقالت هبة : “عليك أن تحسن الظن بذاتك فلا تستسلم، وكلما وجدت نفسك تبدع وتخلق جواً من التجديد، كلما زاد التشبث بالعمل والنجاح أكثر فأكثر”. وبالمقابل، لا تنكر هبة الجانب السلبي، وهي أن تواجه المرأة عوائق ومشكلات، تحملها أعباء العمل خارج المنزل وداخله، ما يشتتها نفسياً وجسدياً ، ولكنها ترى أن الحياة بحاجة إلى الصبر لتستمر وتتعادل كفتا الميزان. وتشاركنا السيدة إلهام (30 عاماً ) التي توفي زوجها وهي في عمر صغير تاركاً لها ابنتين، تجربتها ووجهة نظرها. قالت إلهام: “واجهتني بعض التحديات بصفة شخصية من عائلة زوجي، إذ تدخلوا في حياتنا وعمدوا إلى إهانتنا على كل مبلغ مالي ينفق على حاجياتنا، فانتفضت وأقمت ثورة على نفسي لأكون تلك المرأة التي تؤدي جميع الأدوار في المجتمع والمنزل”. وأضافت: “رغم قساوة المواقف والذئاب التي حاصرتني، كانت لقمتي مغمسة بالدمع والمرارة والدم، ومع ذلك فأنا قادرة على تحمل أضعاف هذا الشعور لانتشل أطفالي”. وعند طرحنا السؤال على الشابة لمى، عن سبب العمل وهي في بداية حياتها الجامعية؟ كانت وجهة نظرها بأنها طالبه جامعية وبحاجة إلى متطلبات كثيرة؛ ليس فقط دراسياً وإنما من أجل شكلها الخارجي وحاجياتها. وقالت لمى: “سأعيش حياتي مرة واحدة ، وأنا لا أريد أن أفكر في الغد، إنما أريد أن أعيش كل يوم بيومه، لكن بنكهة السعادة، دون الشعور بالنقص في مجتمعي وبين أصدقائي، ألا يكفي أحلام؟ جيلنا كالذي يصيد السمك بالصنارة”. من جانبها، قالت السيدة وداد: “لا أفكر أبداً في العمل لأن ذلك له تأثير على الأطفال، وغياب الأم قد يفقد حنان التواصل بينها وبين أطفالها، فالطفل بحاجة إلى الأم الهادئة المتفرغة ليكتسب الراحة النفسية والنمو الطبيعي، والإهمال في تربية الطفل هو تهيئة لجو من الفساد والشغب والانحراف”. وعلى الرغم من كل ذلك، تمتلك المرأة القدرة والإرادة للتغلب على جميع العقبات التي تواجهها، لأن العمل والانتاج يستحقان أن يأخذا حيزاً من طموحها ومجهودها.
شذا محمد صالح